الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات تشنج نصفي مع إغماء، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 29 سنة، معي نوبات تشنج نصفي مع إغماء تتردد علي منذ كنت بعمر 6 سنوات! والسبب ارتفاع الحرارة عندي منذ صغري.

كنت أستخدم علاج تيجريتول 200 حبتين باليوم، والآن تيجرتول 400 ثلاث مرات باليوم، بأمر الطبيب المعالج وأن هذه النوبات ليست إلا شحنات كهربائية، حيث أن النوبة تأتيني مرتين بالشهر إلى ثلاث.

من تأثيرها وتأثير العلاج صار النسيان يكثر لدي، ويضعف تركيزي، وأصابني خوف شديد بعدما أحرقت يدي وأنا لا أشعر بنفسي.

هل يمكن أن تجرى لي عملية لهذا المرض رغم فحوصاتي التي أجريتها لدى الطبيب الذي أفادني أنه لا يوجد لدي أي شيء بل شحنات كهربائية؟ وهل بالإمكان التخلص منها بأية وسيلة؟

أرجو إفادتي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي: أنت تتحدَّث عن وجود تشنجات صرعية جُزئية، وهذه يمكن علاجها، ولا بد أن تلتزم بمواصلة المتابعة مع طبيب الأعصاب، ولا بد أن تلتزم التزامًا تامًا بتناول الدواء الذي يصفه لك الطبيب.

أنت الآن تتناول التجراتول بأقصى جرعة، وهي ألف ومائتا مليجرام في اليوم، لكن ما دام أنك لا زلت تعاني من تشنجات أرجو أن تُنبِّه طبيبك لذلك، وغالبًا تحتاج لتناول دواء آخر بجانب التجراتول، الدواء الآخر يمكن أن يكون الـ (دباكين Depakine)، وفي حالة إضافة أي دواء مثل الدباكين مثلاً أو الـ (كيبرا Keppra)، والذي يعرف علميًا باسم (يفيتيراسيتام Levetiracetam)، سوف يقوم الطبيب بتخفيض جرعة التجراتول، هذا سيكون أفضل بالنسبة لك - أخِي الكريم – والهدف الأساسي هو ألا تحدث لك أي تشنجات.

بالفعل النشاط الصرعي قد يُضعف من الذاكرة والتركيز عند الإنسان، ولذا يجب أن يتم التحكُّم التام في هذه النوبات من خلال التعديلات الدوائية التي ذكرتها لك، ولا بد – أخِي الكريم – أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة: النوم الليلي المبكر مع التوازن الغذائي، والاسترخاء، وممارسة رياضة خفيفة، وتلاوة القرآن بتدبُّرٍ، هذا كله يُحسِّنُ من الذاكرة عند الإنسان، ويزيل -إن شاء الله تعالى- القلق، وكذلك الخوف الذي تعاني منه، وكذلك النسيان.

بالنسبة لسؤالك الأخير حول: هل يمكن إجراء عملية؟

أخِي الكريم: توجد عمليات دقيقة جدًّا تُجرى لقلِّةٍ قليلة من مرضى الصرع، ولا أعتقد أنها مطلوبة في حالتك، لأنك تتناول دواء واحد، والدواء الواحد كثيرًا لا يؤدي إلى التحكُّم التام في هذه النوبات، وإضافة دواء ثانٍ سوف يُريحك منها، فلا أعتقد أنك أبدًا تحتاج لعلاجات جراحية، وقطعًا استرشادك برأي طبيبك سيكون أيضًا مهمًّا، وقد أفادك الطبيب – جزاه الله خيرًا – أنه ليس لديك أي مشكلة، وهي مجرد شحنات كهربائية أدَّتْ إلى ظهور هذه البؤرة الصرعية، والتي يمكن التحكُّم فيها -بإذن الله تعالى- .

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا بندر

    شكرا جزيلا لكم على تجاوبكم معي والله يجزاكم خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً