الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسباب تمرد الطفل وعناده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
لدي ابن عمره عشر سنوات، ذكي جداً، ودائماً الأول على صفه، في السنة الماضية كان في الصف الرابع، بدأ يتغير، هو عصبي جداً، ومشاغب؛ مما أدى إلى تذمر المعلمات منه، ونحن كذلك في البيت، وأصبح الضغط كبيراً عليه: عقاب في المدرسة، سواء أكان الحق عليه، أو معه، وعقاب بالبيت.

المهم الصبي تراجع في الدراسة بعد أن كان ذكاؤه حديث المعلمات وأهالي الطلاب، ولا يريد أن يدرس أبداً، ولا أن يكتب واجباته! والمشاكل بازدياد بيني وبينه، وبيني وبين والده؛ لأنني لم أعد أتحمل غلظته، وقلة أدبه، وعدم دراسته، وسهره حتى الساعة 12 ليلاً!

علماً بأنه لا ينام الظهر، وأخوه عمره 8 سنوات، أقل شغبا منه، ودراسته نوعاً ما جيدة، وخاصة أنهم يتمتعون بذكاء يجعلهم يحفظون درسهم بأقل من ربع ساعة، المهم الصبي تراجع في المدرسة، ويرفض الدراسة، وهذا ما يسبب لي التوتر الأكبر، ولا يريد أن يصلي، ولا يقرأ، حتى قصة! يرفض فعل أي شيء سوى اللعب غير المفيد إطلاقا!

فماذا أفعل؟ أرجوكم، ساعدوني! وهل هو بحاجة إلى شيخ ليقرأ عليه القرآن؟ لربما قد أصيب بالعين ـ والعين حق ـ من أهالي رفاقه، وكثره كلامهم عنه، منهم بمحبة، ومنهم بغيرة؛ لأنه يتفوق على أولادهم!
وشكراً لكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشكلة التي يعاني منها ولدك هي مشكلة العناد والتمرد على الدراسة، وهذه الظاهرة طفلية عادية، مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، وهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواءً كانوا من الأهل أو من غير الأهل.

وتكاد تكون هذه المشكلة من أهم المشاكل التي تواجه الآباء والمدرسين، ويطلق عليها علماء النفس والتربية بمرحلة العناد أو سن المقاومة، وهناك أسباب قد تجعل الطفل يتمرد ويصبح عنيداً، منها:

1- الرغبة في تأكيد ذاته.

2- قد تكون نتيجة قيود مشددة فُرضت عليه في أكله وملبسه ودراسته.

3- وضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب، وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها.

4- الأسلوب المتذبذب من طرف الوالدين بين اللين والقسوة، مما يجعل الطفل في حيرة من أمره، فيعبر عن عدم الاستقرار النفسي بالعناد والرفض والتمرد.

ولعلاج هذه الظاهرة يجب أن يكون هنالك تعاون بين البيت والمدرسة، من أجل إشباع حاجيات الطفل واحتواء مطالبه الأساسية، لقطع الطريق على عمليات التمرد والعناد والرفض .

هنا خطوات أرجو اتباعها:

1- يجب التخفيف من أساليب القسوة والضرب المتبعة في تربية الطفل.

2- اعلم أنه لا يمكن أن يقاوم العناد بالعناد، وأرجو ألا تكون هناك مواجهة مباشرة مع الطفل، ولكن الأفضل أن تكون هناك محاولة الإقناع باللطف واللين لامتصاص العناد.

3- محاولة تحبيب الدراسة للولد، بإعطائه حوافز مادية (هدايا، ألعاب)، أو هدايا معنوية (كلمات شكر وتقدير) حتى يزيد الطفل من التحصيل الدراسي.

4- عدم تعريض الطفل لمواقف إحباطية أو مؤثرة تخلق لديه ردود فعل متمثله في التمرد والعناد.

5- اترك له مجال للعب والتعبير عن الذات دون مضايقات، حتى يحس بحرية اللعب وحرية الذات.

في الأخير أرجو منك العناية أكثر بطفلك، والاهتمام به، وإعطائه الحرية، لكن دون تفلت.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • هولندا حيدر كزار

    لابس بهذا الارشاد الصحيح والاسباب الصحيحه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً