الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أدوية تساقط الشعر تؤثر على الرضاعة الطبيعية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة، أعاني من تساقط الشعر، كنت أستخدم دواء مينوكسيديل قبل الزواج بفترة، وكانت نتائجه ممتازة، ولكنني توقفت عن استخدامه قبل الزواج، وعندما أنجبت طفلي الأول حدث تساقط رهيب لشعري استمر لعدة شهور، وتكرر ذلك التساقط بعد الولادة الثانية مع حدوث فراغات في الشعر.

أنا حالياً أرضع طفلي الذي يبلغ من العمر سبعة أشهر، وأستعمل مستحضر ريفيفوجين ولكن بلا فائدة، وما زال التساقط مستمراً.

سؤالي هو: هل لو استخدمت دواء مينوكسيديل بنسبة 2% سيؤثر ذلك على رضاعة طفلي، حتى لو وضعته ليلاً، ولو أرضعت طفلي عدة ساعات، أو قللت جرعة العلاج؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

دورة حياة الشعر تكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو (Anagen)، ومرحلة الكمون (Catagen)، ومرحلة السقوط (Telogen)، والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكراً في مرحلة الكمون والتساقط.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات الجراحية، أو ولادة، فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه، وذلك ما يحدث بعد الولادة وأثناء الرضاعة، وفي العادة تعود الأمور إلى ما كانت علية سابقاً بعد فترة حوالي 6 أشهر، بالأخص إذا لم يكن هناك سبب آخر للتساقط.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق، وأنصح بزيارة طبيب أمراض جلدية لفحص الشعر وتقييم صحتك العامة، وخلوك من أي مشكلات أو أمراض تؤدي إلى تساقط الشعر، ولطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة.

النوع المذكور سابقاً: هو نوع من تساقط الشعر يسمى Telogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف ذلك النوع عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول: يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

أما بالنسبة للصلع الوراثي: فعادة لا يكون مصحوباً بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس -كما ذكرتِ- في استشارتك, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل: Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكراً إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

من خلال الوصف المذكور أتصور أنك تعانين من كلا النوعين من تساقط الشعر، وبالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعاً بعد التوقف عن العلاج، ويجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات 2% بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكدي من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستخصر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

ليس من المعروف إذا ما كان المينوكسيديل الموضعي يفرز باللبن الذي ترضعينة لطفلك، والأفضل أن توقفي استعماله إلى ما بعد إتمام الرضاعة، إذا لم تكن هناك حاجة ماسة لاستخدامه، ويمكن أن يساعدك طبيبك المعالج في اتخاذ القرار بعد مناقشتك، وتقييم حالة فروة الرأس إكلينيكيا.

المعلومات التالية سوف تكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر والصحة العامة والتغذية، حتى تجعل شعرك ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعتة:

• الاهتمام بالتغذية الصحية: (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن)، وشرب كمية كافية من الماء يومياً.

• الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.

• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون التباعد لكي يبقي الشعر نظيفاً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في علاج أو التخفيف من مشكلتك.

• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد السنون من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل والموس وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا Oula

    اجابه شافية ووافية جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً