الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف التركيز والنسيان الشديد، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

إخواني في إسلام ويب، سأعرض عليكم مشكلتي، أنا شاب يعمر 20 سنة، وأعاني من كثرة النسيان وعدم التركيز، وهذا الشيء يزعجني جداً، خاصة أني أنوي أن أدخل كلية الطب.

بحثت كثيراً فلم أجد حلاً لمشكلتي، وحدثت لي مواقف كثيرة في النسيان، فمرة ذهبنا أنا وعائلتي إلى رحلة، فقام أبي بإعطائي أوراق السيارة، ورجع بعد خمس دقائق فسألني فقلت له ليست معي، فاستغرب أبي وقال: أعطيتك إياها قبل خمس دقائق، وبحثت فوجدتها معي في جيبي!

لهذا أرجوكم، هل هناك حل لمشكلتي؟ انصحوني أذهب لأي دكتور متخصص لهذه الحالات؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Waleed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم، هناك أسباب عديدة تسبب النسيان وضعف التركيز، منها اضطراب نقصان الانتباه، وفرط النشاط، وهو يصنف ضمن الاضطرابات العصبية التطورية، وقد يستمر مع الشخص حتى الكبر.

لذلك ينبغي التأكد من ذلك بمراجعة أقرب طبيب نفسي لكي تطمئن على صحتك، فهناك بعض الاختبارات النفسية يمكن الاستعانة بها في التشخيص.

قبل ذلك يمكن سؤال الوالد أو الوالدة عندما كنت صغيراً هل كنت كثير الحركة؟ وفي المدرسة هل كانت هناك شكاوٍ من المعلمين بسبب سلوكك؟

الآن هل تعاني من ضعف التركيز؟ وهل لديك مشكلة في انتظار دورك؟ وهل تعاني من إكمال التفاصيل في أي عمل يوكل إليك؟ وهل لديك اندفاعية في التصرف دون التفكير في المهمة، وما يترتب على ذلك أو تجيب على السؤال قبل أن تعرف ما المقصود؟ وهل لا تحتمل تأجيل إشباع حاجاتك ورغباتك الحياتية؟

الإجابة عن هذه الأسئلة إذا كانت بنعم؛ فربما يكون هناك مؤشر إلى أنك تحتاج لمزيد من الفحص والتشخيص.

كما أن اضطراب المزاج والقلق قد يحدثا أيضاً عدم التركيز، فهل مزاجك مستقر وتستمتع بالحياة كما يستمتع بها الآخرون؟ وهناك أيضاً أسباب أخرى تؤدي لضعف التركيز مثل ممارسة العادة السرية بكثافة.

ثانياً: عملية التذكر والنسيان بصورة عامة -كما يقول علماء النفس-، تمر بثلاث مراحل هي: مرحلة الاكتساب، ومرحلة التخزين أو الحفظ، ثم مرحلة الاستدعاء أو الاسترجاع.

إذا تمت مرحلة اكتساب المعلومة بصورة جيدة، بعيدة عن عوامل التشويش والضوضاء وبكل انتباه وتركيز، وبعيدة عن الانفعالات الأخرى مثل القلق والخوف وغيرها، فإن تخزينها يتم بصورة جيدة، وكذلك استدعاؤها إذا لم تتأثر بعوامل النسيان.

الذاكرة تقوى بالتدريب، فحاول الالتزام ببرنامج معين يتم فيه حفظ معلومات معينة، وأفضل عمل هو حفظ آيات قرآنية يومياً، ولو بالقدر اليسير ثم الاستمرار في ذلك إلى بلوغ الهدف الذي تريده مثل حفظ سورة معينة أو جزء معين.

المعلومات التي لا تكرر تكون قابلة للنسيان فلا يكفي قراءتها مرة واحدة، وتظل كما هي، لذلك هذا شيء طبيعي.

حتى حفظة القرءان الكريم يحتاجون مراجعته دائماً، وإلا تفلت منهم، وإليك بعض الإرشادات ربما تساعدك في تثبت المعلومات:

-الإكثار من فعل الطاعات وتجنب المنكرات.
- تذكر قول الإمام الشافعي رضي الله عنه: (شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي).

-الاهتمام بحفظ الكليات أولاً قبل التفاصيل.

-بالنسبة للكلمات والأسماء حاول ربطها بكلمات وأسماء معلومة ومحفوظة جيداً في ذاكرتك.

-تكرار المعلومة أكثر من مرة يثبتها أكثر وأكثر.

-حاول الاعتماد على ذاكرتك بقدر ما تستطيع في تذكر الأحداث والملاحظات، بدلاً عن كتابتها في المذكرات أو الأجهزة الإلكترونية.

- كذلك إعطاء فترة راحة بين كل معلومة وأخرى قد يساعد في عدم تداخل المعلومات مع بعض؛ ذلك لأن تداخل المعلومات يعد من عوامل النسيان.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً