الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عانيت من نوبة هلع وأعراض مصاحبة لها، ما هذه الحالة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد:

أنا لا أعلم كيف أشكر هذا الموقع، جزاكم الله خيرا من كل قلبي، وسأبدأ بطرح المشكلة:

جلست شهرين بدون عمل، وبعد ذلك أتى يوم كنت فيه تعبان جدا من أنه ليس لدي عمل، وبدأت أبحث في الإنترنت على عمل، وكانت الساعة (3:30) قبل الفجر بمدة، وأنا نعسان لكن مقاوم لأجل العمل، وأول ما أذن ذهبت لأنام، لكن شعرت بشيء يقول لي: قم صلّ. فقمت وصليت، ورجعت لأنام ثم استيقظت فجأة -وأساسا لم أنم- وبدأت حالة تسمونها بنوبة الهلع (panicattack) وتعرق، وضيق نفس.

ذهبت للمستشفى، وبعد كل الفحوصات قال: لا يوجد شيء، وإنما مجرد قلق، ومن بعدها أتت مرتين أو ثلاثا، وذهبت -ولله للحمد-، ولكن بعد هذا بدأ الخوف من الموت، وبدأت كل يوم أرى أشياء بالواقع تدل على هذا الشيء، كل يوم صدفة أو صدفتين، ولله الحمد، مع الصلاة والأذكار والنوافل والاستغفار انحلت نصف أو ثلاثة أرباع المشكلة، ولكن بعد ذلك بدأت الأحلام، أشياء تدل على أشياء تخيف جدا، وآيات قرآنية، أصحو من النوم وأسأل نفسي: لماذا هذه الآية بالذات؟ يعني -للأسف- حياتي كلها انقلبت رأسا على عقب، فلا يوجد سعادة حقيقية.

وجدت عملا ممتازا جدا، ولكن لا يوجد نفس الحماس الذي كان موجودا للعمل سابقا، وكنت سأشتري سيارة فأجلتها، وكلما قررت أن أنسى يأتي شيء جديد ويذكرني بالموضوع بلحظتها، ما رأيكم؟ ماذا بالنسبة للآيات التي أقرؤها وأنا نائم، أو أراها كلها وأقوم من النوم مذعورا، لماذا؟ (أنا لم أكن أسمع ولا أقرأ قرآنا وأصبحت أقرأ وأسمع بكثرة).

لقد شرحت ما يقارب 50% من المشكلة، ولم أذكر الأمراض المصاحبة لهذا، (توتر عضلات، لا أنام إلا أن أنعس جدا، غصة بالحلق، طقطقة بالفك، ضعف نظر، ضعف سمع).

أشكر جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kha حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك شكرًا جزيلاً على إشادتك بهذا الموقع، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه الخير للجميع.

الحمدُ لله ذكرت أن معظم ما كنت تعاني منه قد اختفى، والحمدُ لله وجدت وظيفة مرموقة، وأنك بصدد شراء سيارة، وأنت محافظ على صلاتك وأذكارك، فداوم عليها، وإن شاء الله تعالى ما بقي من أعراض سوف تزول.

أمَّا عن هذه الأحلام والآية التي تتردد باستمرار فغالبًا قد تكون مرَّت عليك هذه الآية وأنت لم تذكر متى ولا أين ولا كيف؟ ولذلك صرت تحلم بها، والآن بدأت تتذكرها في الحلم وتُكررها باستمرار، وهذا نوع من أنواع الوسواس القهري، أما الأعراض المصاحبة التي ذكرتها مثل آلام العنق والتعرق والأشياء التي ذكرتها، فهذه أعراض جسدية للتوتر والقلق النفسي، فإن كانت زالتْ عنك معظم الأعراض فهناك بعض الأعراض التي ذكرتها في نهاية رسالتك، وهي تنُمَّ على توتر وقلق نفسي، وهذا سبَّب لك بعض الاكتئاب –كما ذكرت– وعليه فإني أرى إن كان في الإمكان أن تتصل بمعالج نفسي؛ ليساعدك على الاسترخاء الجسدي أو العضلي للتغلب على باقي هذه الأعراض الموجودة، وأيضًا التخلص من أعراض الوسواس القهري.

كما عليك أيضًا بممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، فهي من الأشياء المفيدة لجلب الاسترخاء، والانشغال بالأشياء المفيدة، وإذا لم تنجح كل هذه الأمور؛ فيمكنك تناول حبوب تُعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) وتعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام، تبدأ بنصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم حبة بعد الأكل، وسوف يبدأ مفعول هذا الدواء بعد أسبوعين، وتزول معظم هذه الأعراض -إن شاء الله تعالى- في خلال شهرين، وبعدها يمكن الاستمرار على الدواء لمدة ثلاثة أشهر، ويمكنك التوقف عند ذلك من تناول الدواء، وبإذن الله تعالى تمارس حياتك بصورة طبيعية، وتزول معظم هذه الأعراض، وتشتري السيارة التي تُريدها.

شكرًا جزيلاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً