الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي مرضع وتعاني من اكتئاب حمل، ما العلاج النافع لها؟

السؤال

السلام عليكم

زوجتي تعاني من اكتئاب حمل، وترضع حالياً، وتأخذ دواء risperdal & cogintol & faverin هل هذا ممتاز لها؟ وهل يؤثر على الطفل أثناء الرضاعة؟

ما الذي ممكن أن يفيدها أكثر؟ حيث إنها تتابع مع دكتور مخ وأعصاب وليس دكتوراً نفسياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لزوجتك العافية والشفاء.

أخِي الكريم: إذا كان عمر الطفل أكثر من ثلاثة أشهر فهنا يجب أن تكون المحاذير شديدة وقوية جدًّا فيما يخصّ الأدوية التي تتناولها الأم، لأن كبد الصغير لا تتحمل استقلاب الأدوية إذا كان عمره ثلاثة أشهر أو أقل، أما بعد عمر الثلاثة أشهر فكبد الطفل يمكن أن تتحمل استقلاب بعض الأدوية التي تُفرز في الحليب – أي في حليب الأم - .

الرزبريادال والكنجنتال وكذلك الفافرين هي أدوية تُعطى لعلاج الاكتئاب الذهاني على وجه الخصوص، وهذا نوع من الاكتئاب كثيرًا ما نشاهده في فترة النُّفاس لدى النساء، لكن – أخي الكريم – لا أستطيع أن أقول لك: إن هذه الأدوية مائة بالمائة بالنسبة لرضاعة الطفل إلا إذا كان عمره كما ذكرتُ لك أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر، وكانت جرعات هذه الأدوية جرعات صغيرة.

مع احترامي الشديد للطبيب الذي يُعالج زوجتك الكريمة، إلا أنه من الأفضل أن يتم فحصها بواسطة طبيب نفسي مختص.

مضاد الاكتئاب الذي نعتبره جيدًا في فترة الرضاعة هو عقار (سيرترالين Sertraline) والذي يعرف تجاريًا (لسترال Lustral) هو من الأدوية التي تُفرز ببطءٍ شديدٍ في حليب الأم، ولذا ليس له تأثير كبير على الطفل، كما أن الـ (باروكستين Paroxetine) والذي يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) يعتبر دواءً جيدًا لدرجة كبيرة.

أيها الفاضل الكريم: راجع الطبيب النفسي، وسوف يقوم -إن شاء الله تعالى- بفحص الفاضلة زوجتك، ويؤكد على التشخيص، ومن ثم تُوضع الخطة العلاجية الدوائية.

إذا رأى الطبيب أن يُعطيها أدوية مثلاً قويَّة وتُفرز في الحليب ففي هذه الحالة إمَّا أن تتوقف زوجتك الفاضلة عن الرِّضاعة، لأن صحتها في هذه الحالة مهمَّة، أو أنها يمكن أن تتناول الأدوية مثلاً كجرعة واحدة ليلاً، ولا تعطي الطفل الحليب الذي يتكون بعد ثمانية ساعات من تناول الجرعة، هذا الحليب يتمُّ شطفه وإخراجه من الثدي، وبعد ذلك يمكن للطفل أن يرضع من الحليب الذي يتكوَّن بعد هذه المدة.

عمومًا توجد طرق كثيرة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، والأطباء النفسيون من ذوي الخبرة لديهم فكرة كاملة عن هذا الموضوع.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً