الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستطيع أن أكمل دراستي من خلال تناولي لأدوية الوساوس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بدأت حالتي مع الوسواس منذ عام ونصف، ذهبت إلى طبيب نفساني فوصف لي دبريتين لمدة 6 أشهر بانتظام، بمقادير مختلفة صغيرة ومتوسطة، ثم بدأت بالتحسن، ثم أمرني بالإقلاع عنه، تحسنت حالتي، ولكن لا زال بعض التشويش في رأسي مع آلام في مقدمة الرأس (الجبهة)، وشدٍ في الرأس، وألم في الأنف، يمنعني من التركيز، وانقطاع التفكير، وقد أثرت على دراستي، مع أنني أدرس في شعبة الطب، وهي تتطلب الحفظ والتركيز، وخفت أن أترك دراستي، فقررت أن أذهب إلى طبيب آخر، فشرحت له الأمر فوصف لي اسيتالوبرام 10 مغ، حبة في الليل + ليزنكسيا 1/2 ليلا + 1/2 وقت السحور 10 مغ، إضافة إلى اتريلين لتخفيف الألم، وقال لي سأتابعك نفسيا.

من فضلكم انصحوني؛ هل سأتحسن بهذه الأدوية من الألم خاصة والوساوس التي قلّت؟ وخصوصا عند قيامي بنشاطات، وهل أستطيع أن أكمل دراستي؟ وأن أعيش حياة طبيعية؟ وألم الرأس سببه ماذا؟

من فضلكم ادعو لي بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zoheir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

(دباكين Depakine) دواء فعّال للوسواس القهري والقلق، ولكننا ننصح عادة عند التوقف عن تناوله أن يتم ذلك بالتدريج، لأن عند بعض المرضى عندما يتم التوقف فجأة تحدث ما يُعرف بالأعراض الانسحابية لتوقف الدواء، ولا أدري إن كنت توقفت منه فجأة أم لا، إذا توقفت فجأة عن تناوله فقد تكون بعض ما تحس به هي نتيجة لهذا التوقف، ولكن لا عليك، فإذا توقفت فجأة وحصلت هذه الأعراض الانسحابية فلا أنصحك بالرجوع في تناول الدواء، ولكن قد تكون هذه هي أعراض انسحابية وسببت لك بعض القلق، ولذلك استمرتْ معك، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: إنني شخصيًا أُفضِّل دائمًا أن يأخذ المريض دواءً واحدًا وليس عدة أدوية، هذه طريقتي في العلاج، فباستشارة طبيبك أفضل لو أنك استمرت على دواء (استالوبرام Escitalopram) لوحده بجرعة 10 مليجرام، فهو دواء فعّال للوسواس القهري وللقلق معًا وللاكتئاب، وإن شاء الله تعالى تستفيد منه.

إنني على يقين بأنك بالاستمرار في دواء الـ (إستالوبرام) مع الاسترخاء، وممارسة التمارين الرياضية –خاصة رياضة المشي– والمحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن والذكر، فإن هذه مُجتمعةً تؤدي إلى الاسترخاء، وإلى زوال ما تشعر به من أعراض، وهي أعراض نفسية تدل على نوع من القلق، وبدوره سوف يساعدك هذا على التركيز، لأن هذه الأعراض النفسية تؤدي إلى عدم التركيز، والاستمرار في دراستك، وإن شاء الله تعالى هذه الأعراض أعراضاً بسيطة جدًّا، لا داعي للقلق.

إنني على ثقة تامة بأنه يمكنك مواصلة دراستك والاستمرار في دراسة الطب، ودراسة الطب نفسه –يا ابني– قد تُسبب نوعًا من القلق، لأنها دراسة تحتاج إلى الكثير من الجهد، ولكن نظم وقتك، وقتًا للدراسة ووقتًا للترفيه والاسترخاء، فلا تزحم نفسك بأكثر ممَّا هو لا تُطيقه، وتقضي وقتًا طويلاً جدًّا في المذاكرة دون أن تأخذ فسحة من الراحة والاسترخاء.

نسأل الله لك الشفاء العاجل، وأن تعيش حياة مستقرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً