الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخوف والقلق من مرض السكر؟

السؤال

السلام عليكم

كل عام وأنت بخير يا دكتور.

أنا بعمر 33 عاماً، متزوج، ولا يوجد عندي أطفال، عندي خوف وقلق من مرض السكر، منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وبصفة مستمرة، أذهب إلى المختبر، وأعمل تحليلاً، وتكون النتيجة -بفضل من الله- سليمة، وبعدها بأيام أذهب إلى المختبر، وهكذا.

والله تعبت نفسياً يا دكتور من كثرة الشك والخوف، وأثر ذاك على حياتي، وإذا سمعت كلمة السكر أخاف وأتوتر (لا أعرف بالضبط لم أخاف من السكر)، علماً بأن أبي مصاب به -شفاه الله- ومتعياش معه، ولا يشتكي منه.

النقطة الثانية يا دكتور: في بداية حياتي الزوجية قبل ست سنوات؛ لم يحدث لدي انتصاب لمدة يومين، وبعدها رجع الوضع الطبيعي، ولله الحمد، بدون مقويات، ولكن المشكلة راسخة في ذهني، وكل مرة قبل الجماع أتذكرها، وأخاف من عدم الانتصاب (وأفقد الثقة في نفسي) وكنت أسأل زوجتي وتقول: طبيعي، ولم تشتك من هذا الشيء.

أخيراً يا دكتور: أنا شخصية قلقة ومتوترة.

أرجو من الله ثم منكم الرد على حالتي، وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية، وكل عام وأنت بخير.

أخي الكريم: الخوف من المرض يصبح مرضاً إذا سيطر على الفرد بصورة غير طبيعية، ومنعه من تأدية نشاطاته الحياتية اليومية، والمؤمن يسأل الله العفو العافية، وإذا أصابه المرض ينظر إليه بالمنظور الإيجابي، لا بالمنظور السلبي.

الخوف الشديد من المرض قد يؤثر في جهاز المناعة، ويضعفه، وبالتالي يكون الفرد عرضة للأمراض والعكس صحيح، ويمكن التغلب على هذه المخاوف إن شاء الله، باتباع الإرشادات الآتية:

أولاً: لا بد من التذكير بركن من أركان الإيمان، ألا وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، فما كان مقدراً من الله تعالى لا بد أن يحدث، وما لم يكن مقدراً فلا تحدثه توقعاتنا وتصوراتنا؛ لذلك لا داعي أن نعيش في خوف أو قلق مستمر، يمنعنا من العيش بصورة مستقرة في هذه الحياة، ويبعد عنا السعادة والاستمتاع بما هو مباح من النعم؛ لأن شدة توقع الشيء أحياناً تكون أمرَ من وقوع الشيء نفسه.

ثانياً: لا تستسلم للمشاعر والأفكار السلبية، بل قابلها بالأفكار الإيجابية والمنطقية، وحاول مراجعة كل الأفكارالسلبية التي سيطرت عليك، من قبل أن توقعت فيها حدوث خطر يصيبك، ومكروه يأتيك، كم منها تحقق بالفعل؟

ثالثاً: قم بتثقيف نفسك وتثقيف الآخرين من الأهل والأصدقاء عن مرض السكر، أسبابه، وأعراضه، وطرق الوقاية منه، واشترك في الأعمال والجمعيات التطوعية التي تهتم بهذا المرض؛ لكي تزيل الغموض في هذا الموضوع، ويصبح الأمر طبيعياً بالنسبة لك.

رابعاً: بالنسبة لعدم الانتصاب هذا يحدث أحياناً نتيجة لظروف نفسية، مع سلامة الجانب العضوي، ويزول بزوال المؤثر، والحمد لله أن الحادثة حدثت مرة واحدة، فلا تشغل بها بالك الآن، وإذا جاءت الفكرة حاول طردها وتجاهلها، وفكر في ما هو إيجابي دائماً.

خامساً: مارس الرياضة بشكل منتظم، ومارس أيضاً تمارين الاسترخاء العضلي؛ تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015) للتخلص من القلق والتوتر.

وقاك الله تعالى من كل شر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً