الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على مشاكلي الأسرية ومنها إعاقة أخويّ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا شيخي: أنا أعاني من الاكتئاب والحزن الشديد، والحسد, أكره حياتي وعائلتي، أبي إنسان -للأسف الشديد- يدعو الشيوخ بأنهم معقدين، وهو إنسان يشرب الخمر، وأمي إنسانة طيبة تريد مصلحتي، وأخي المسكين عانى من أبي، لأنه كان يضربه، وأصبح شخصا لا يحبه أحد، ولا يريد أحدا.

أيضا المشكلة الكبرى أن عندي إخوان معاقين أكبر مني، وأضطر دائما إلى الذهاب إلى الأردن بسببهما، وأخجل دائما إن سألني شخص ما وقال: لماذا تأتي إلى الأردن، فأكذب وأقول: لكي أدرس هنا.

للأسف أحس أني وحيد دون أصدقاء، ولا أعرف إلى أين أذهب؟ ودائما أسأل نفسي لماذا خلقت في هذه الحياة, أنا فقط أسأل الله الرحمة من هذه الحياة, وليس لدي أصدقاء, وأعيش وحيدا.

أتمنى المساعدة منك.

شكرا يا فضيلة الشيخ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم أولاً: نسأل الله تعالى أن يهدي الوالد، ويصلح حال جميع أفراد أسرتك الكريمة، وأن يوفقك في بر والديك، وخدمة أخويك، فما تقوم به لا شك أنه عمل جليل، وأجره عظيم إن شاء الله، فنقول لك لا تتحرج من ذلك، بل افتخر بأنك تقوم بهذا العمل، فالإعاقة ليست عيباً، فهذه إرادة الله وقدره، ولا اعتراض على ما قدره وأراده.

المؤمن مبتلىً وممتحن في هذه الدنيا، فإذا صبر فله الجزاء العظيم إن شاء الله، فلا تهتم أخي الكريم بتعليقات الجهلاء، ونظرات الأغبياء، فإنهم لا يدركون حقيقة الأمور.

أما بالنسبة للصداقة فهي من العلاقات الاجتماعية المهمة في حياة الإنسان، خاصة إذا كانت مبنية على أسس صحيحة خالية من المصالح الشخصية، ومن هوى النفس، وأعظم أنواعها الأخوة في الله, فهؤلاء من الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، وقد تأتي صدفة أو متعمدة، والمهم هو أن يكتشف الشخص أن هناك شخصا آخر يبادله الاحترام والتقدير، ويشاركه الاهتمامات والميول، ويقف معه ويؤازره وقت الضيق، ويحفظ أسراره، ويستر عيوبه، ويعفو عنه إذا أخطأ.

الحياة تجارب وخبرات، فمن استفاد من تجاربه وخبراته الماضية تقل أخطاؤه، وتتحسن تصرفاته، فنريدك أن تعتبر ما مضى صفحة قد انطوت بخيرها وشرها، ولا تندم على ما فات، وفكر وانظر إلى المستقبل بالتفاؤل والأمل، وتخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر عليك.

إليك بعض الإرشادات يمكن الاستفادة منها لحل المشكلة:

1- اسعَ في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

2- ينبغي أن تتصالح مع نفسك، وتتحرر من هواها، وتثق في قدراتك وإمكانياتك، واعتز بها، ولا تقارن نفسك بالآخرين في أمور الدنيا.

3- كن نموذجاً في الأخلاق، واحترم قيم وآراء الآخرين.

4- أفش السلام على من تعرف ومن لا تعرف، وساعد من يطلب منك المساعدة، واعرض مساعدتك على من يحتاج للمساعدة.

5- قدم الهدايا لمن حولك، حتى ولو كانت رمزية، فإنها تححب فيك الناس، وازهد فيما عندهم.

6- بادر بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركهم في مناسباتهم السارة وغير السارة.

7- أحسن الظن دائما في الآخرين، إلى أن يتبين لك العكس.

وللمحافظة على العلاقة مع الآخرين ركز على النقاط التالية:

أ ‌- المعرفة، أي تقصي الحقائق، وجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الحكم على الأمور.

ب‌ - النظرة الشمولية للمواقف التي تحدث بينك وبين الآخرين.

ت‌ - إلتماس العذر للطرف الآخر في حالة عدم التزامه بالمطلوب.

ث‌ - التحرر من الهوى، وتحكيم العقل قبل العاطفة، وقدم التسامح والعفو لمن أخطأ عليك.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً