الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تحذير الفتيات من الوقوع فريسة للذئاب

السؤال

كانت لي صديقة تكلم شابا، وتعرفت إليه من الإنترنت، وعندما نصحتها بالابتعاد عنه، لم تتقبل النصيحة؛ لأنه كان في كل مرة يطلب منها الخروج معه، وتطلب رأيي، وأنا أمنعها! فلم يعد بيننا كلام! ولكن الذي يشغل تفكيري هو أن لي صديقة أخرى تكلم أيضاً شاباً، وعندما حاولت نصحها ومفاتحتها بالموضوع، أحسست أنها لا تتقبل النصح! فماذا أفعل معها؟ لأني لا أريد أن تقع فريسة لهذا الشاب، ويوهمها بالحب، وأخسرها مثل السابقة!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يحفظك ويحفظ شبابنا والفتيات، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا!

أرجو أن تواصلي النصيحة لأخواتك وصديقاتك، فإن الإنسان لا يدري متى تأتي الكلمة التي ينفع الله بها، وأرجو أن تخلصي في الدعاء لصديقاتك في الليل ثم تقدمي لهن النصح في النهار، واعلمي أن النصيحة التي يقبلها الإنسان هي التي يراعى فيها ما يلي:

1- أن تكون بأسلوب لطيف.

2- أن ننصح الأخت في انفراد وبعيداً عن الناس.

3- أن نختار الوقت المناسب.

4 - أن نبحث عن المدخل الحسن إلى النفوس.

5 - أن يكون النصح بعد بيان مخاطر هذا اللون من الصديقات.

6 - أن نحرص على بيان خطورة المخالفة لآداب وأحكام هدي الشريعة.

7 - أن نعرف الأخت بخطورة هؤلاء الذئاب الذين يخدعون الفتاة بالكلمات اللطيفة من أجل الوصول إلى غاياتهم الخبيثة ثم ينتقلون إلى أخرى.

أرجو أن تذكري صديقاتك بأن الزواج الناجح لا يمكن الوصول إليه عن طريق الإنترنت، وذلك للأسباب التالية:

1- لأن الشاب يظهر للفتاة أجمل ما عنده من الصفات ثم تصدم بعد ذلك بالحقيقة المرة، ويكون الخبيث قد أخذ منها أعز ما تملك، فإن حاولت الانسحاب هددها بالمرسلات والمكالمات والصور الفاضحات.

2- معظم الشباب الذين يراسلون الفتيات شباب عاطلون لا خير فيهم، ولا يؤتمنون على مسؤوليات الأسرة مستقبلاً.

3- الشاب المخادع لو كان فيه خير لقبلت به من تعرفه من أرحامه وجيرانه.

4 - إن أولئك الشباب يلبسون لكل حال لبوسها، فإن وجدوا فتاة من بيت يحافظ على الصلاة والصيام دخل لها من هذا الباب، وإن وجدوا فتاة من أسرة غافلة دخلوا لها عن طريق الأغاني والمجون، حتى يصلوا إلى مقاصدهم السيئة.

5- إن الشاب حتى لو كان فاسداً مفرطاً لا يرضي أن تكون شريكة الهوى والغفلة أماً لأولاده مستقبلاً.

6 - إن الزواج بهذه الطريقة عمره قصير؛ لأنه مؤسس على المعاصي وتلاحقه الشكوك منذ الوهلة الأولى، فكل طرف لا يثق في شريكه، فيقول الشاب هذه الفتاة التي كلمتني وراسلتني من وراء أهلها لاشك أن لها أصدقاء غيري، وهي أيضاً تحمل نفس المشاعر، والشيطان يزيد هذه النيران اشتعالاً حتى تحدث المشاكل والطلاق.

أرجو أن تذكري لهؤلاء الصديقات قصص الضحايا من الفتيات، والعاقل السعيد من وعظ بغيره، واجتهدي في إعلامهن بحرصك وشفقتك عليهن، وخوفك من الفضيحة والعار لهن ولأهلهن إذا تم ضبطهن مع شباب ضائع ورجال أجانب.

إذا كان في الشباب خير فلماذا لا يطرقون الأبواب ويطلبون الفتاة من أهلها؟ والإسلام أراد للفتاة أن تكون عزيزة تطلب يدها من أهلها بمهر وفي ضح النهار وليس من وراء الكواليس وعبر الوسائل المشبوهة.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً