الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقتي تشكو من صداع في رأسها وطعنات بسببه.. فما التشخيص؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه الإستشاره لصديقتي، تقول:

منذ فترة ليست طويلة عانيت من الألم في الجهة اليسرى من رأسي، ليس صداعاً نصفياً ولا توترياً، فأنا أعرف أعراضهم جيداً.

هذا الألم لا يأتي على شكل صداع، بل أشعر وكأن هناك من يمسك سكيناً ويضرب بها رأسي على شكل طعنات صغيرة، ومرة كبيرة، وفجأة أشعر بشيء مؤلم مثل البرق يتحرك بسرعة بهذه الناحية من رأسي، وبعد حين أشعر وكأن هناك من يضغط على رأسي من الجانب الأيسر فقط، لا أشعر بهذا أبداً في الجانب الأيمن إلا نادراً، فعندما يشتد الألم يتأثر الجزء الأيمن بشكل قليل جداً، ولكن الألم الشديد في الجانب الأيسر يبدأ من بداية الجبهة إلى نهاية الرأس من الخلف.

لا أشكو من أي ألم في الاذن والعين، ولكن بسبب هذا الألم أشعر بأن عيني اليسرى بدأت تتأثر منه. منذ فترة أصبحت أشعر برعشة ورجفان في كتفي الأيسر، ويدي اليسرى، وقدمي اليسرى، وتستمر الأعراض لفترة قليلة ثم تزول، علماً أن الألم يأتيني برأسي بشكل مفاجئ، حتى من كان يجلس بجانبي ينتبه بأنني انزعجت من شيء برأسي، كأن أحدهم ضربني ورحل هكذا هو الألم.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الوصف لألم الراس ينطبق على الصداع النصفي النمطي، أو (classic migraine)، خصوصا مع الوميض مثل البرق الذي تشاهده الأخت السائلة، وكذلك وجود الصداع في جانب واحد من الرأس.

ومع عدم وجود فقر دم، أو ارتفاع في ضغط الدم، ومع سلامة الجيوب الأنفية، وعدم الحاجة إلى نظارة طبية في حالة قصر النظر، فإن الصداع المتكرر والمزمن له علاقة في الغالب بمرض الصداع النصفي، وهو ناتج عن توسع في الأوعية الدموية في الرأس، واستثارة المستقبلات العصبية داخلها، وهي المسؤولة عن الإحساس بالألم؛ مما يؤدي إلى نوبات من الصداع التي تشعر بها الأخت السائلة، ويحتاج المريض كجزء أساسي من العلاج إلى الاسترخاء في غرفة مظلمة بعيدا عن الضوضاء والصوت العالي.

وما زالت أسباب الصداع النصفي غير مفهومة، إلا أنه وجد انخفاض في مستوى هرمون السيروتينين، ويسمى هرمون السعادة، وهذا يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس، مما يؤدي إلى الصداع، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي، والفحص البدني، ولا يحتاج الصداع النصفي إلى فحوصات وأشعات إلا في الحالات الشديدة جدا، مثل: الرنين المغناطيسى، والأشعة المقطعية.

والعلاج لذلك الصداع من خلال مسكنات الألم العادية، مثل (بروفين 600 مج)، بعد الأكل عند الضرورة، ويؤخذ أيضا (Triptans)، وهو حبوب 100 مج، تؤخذ مرتين يوميا، أو على صورة بخاخ في الأنف، وهذا يعطي نتائج أسرع في علاج الصداع، ويتم علاج الصداع أيضا من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب (antidepressants)، مثل: (Cebralex 20 mg)، أو كبسولات (Prozac 20 mg)، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويحسن الشعور بالضيق، ويقلل كثيرا من المخاوف المصاحبة للمرض، ويتم تناول دواء (propranolol 25 mg)، مرة واحدة يوميا، والحجامة من بين البدائل العلاجية لمرض الصداع النصفي، فيمكن عمل كاسات حجامة بدون تشريط في فروة الرأس عند خبير الحجامة، وفيها فائدة كبيرة لعلاج الصداع -إن شاء الله-، ولا مانع من عمل تصوير بأشعة الرنين المغناطيسي في حال الرغبة في الاطمئنان، وعرض نتيجة التصوير على استشاري مخ وأعصاب.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً