الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الأدعية التي تفتح الرزق؟ وما هي الصلاة المستجابة؟

السؤال

السلام عليكم

أريد أدعية تفتح الرزق، وما أوقات استجابة الدعاء؟ وما هي الصلاة المستجابة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لكِ تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يفتح علينا وعليك بكل خير، وأن يكفينا بحلاله عن حرامه.
وسؤالك عن الأدعية التي تفتح الرزق سؤالٌ جيد، فإن الدعاء سببٌ أكيد -بإذن الله تعالى- للوصول للمطلوب مع الأخذ بالأسباب الأخرى، وينبغي للإنسان المؤمن أن يكون كثير السؤال لله تعالى في كل ما يحتاجه.

والدعاء مطلوبٌ عموماً في سائر الأوقات، وفي الأوقات التي يعظم فيها رجاء الإجابة يتأكد استحبابه، كالدعاء بين الأذان والإقامة، وفي السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، وحال الصوم، وعند نزول المطر، وفي آخر يوم الجمعة، والدعاء حال السفر، ودعاء الوالد لولده، فكل هذه الأوقات وأمثالها أوقات شريفة ينبغي للإنسان أن يجتهد فيها بسؤال الله تعالى خير الدنيا والآخرة محسناً الظن بالله تعالى بأنه يستجيب دعائه.

والاستجابة لا تعني بالضرورة أن يعطي الله عز وجل الإنسان ما طلب، ولكن الله تعالى يفعل لعبده ما هو خير له، فقد يعطيه ما سأل وقد يدفع عنه من الشر والمكروه بمثل ما سأل، وقد يدخر له الأجر والمثوبة إلى الآخرة، فعلى الإنسان المؤمن أن يجتهد في تحقيق الأسباب التي تكون سبباً في إجابة دعائه، وأن يحذر من موانع إجابة الدعاء كأكل الحرام، والاعتداء في دعائه، ويحسن ظنه بالله تعالى لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).

وليست هناك أدعية خاصة مروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لجلب الرزق، ولكن هناك أدعية علمنا فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ندعو الله تعالى في الصباح والمساء، ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إني أسألك علماً نافعا ورزقاً طيباً وعملاً متقبلا) وقد دلنا القرآن العزيز إلى الاستغفار، وبين لنا أنه من أعظم أسباب الأرزاق كما قال الله تعالى في كتابه الكريم عن نبيه نوح -عليه السلام-: {فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل جنات ويجعل لكم أنهارا} وكما قال سبحانه في أول سورة هود: {وأنِ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجلٍ مسمى}.

ومن أعظم أسباب الرزق تقوى الله تعالى بأن يؤدي الإنسان ما فرض الله تعالى عليه، وأن يجتنب ما حرمه الله تعالى عليه كما قال سبحانه: {ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

وأما الصلوات المستجابة فينبغي للإنسان أن يكثر من الصلوات في سائر الأوقات محسناً ظنه بالله تعالى أن يتقبل منه هذه الصلوات، ويجتهد فيها بالدعاء، ومن ذلك الصلاة بعد الذنب الذي يحدثه الإنسان، كما جاء به حديث علي -رضي الله تعالى عنه-، وفيه وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من أذنب ذنباً، فقام فتوضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين واستغفر الله تعالى إلا غفر الله له أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.

نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا AAA

    " ويجعل لكم جناتٍ * " جزاكم الله خيراً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً