الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يمص أصبعه .. هل من حلول؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ابني الرضيع عمره شهران ونصف -والحمد لله-، بدأ منذ أسبوع بمص إبهامه عند الاستيقاظ من النوم أو الجوع أو العصبية، أو عندما يحتاج للنوم. حاولت أن أدعه يمص فترة أطول من الثدي فيرفض، وحاولت استبدال الأصبع بالمصاصة (اللهاية) فرفض، ماذا أفعل؟ مصه لأصبعه يجعلني متوترة طوال الوقت، فأنا أخاف أن يكبر ويبقى على هذه العادة.

نصحنني كبيرات العمر أن أضع له قفازات، فهل هذا صحي من الناحية النفسية؟ وهل أخرج له أصبعه من فمه أو أدعه يمص؟ وأي آثار وترسبات نفسية يمكن أن يترك الأمر على نفسية الطفل إذا أخرجت له أصبعه عنوة من فمه؟

وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
وعليكم السلان ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولطفلك دوام الصحة والعافية.

أختي الكريمة: مص الأصبع عند الطفل في هذا العمر يعتبر أمراً طبيعياً، ويدخل ضمن الغرائز (غريزة الامتصاص) التي أودعها الله تعالى في أجنة الثديات لاستجلاب الغذاء من الثدي عن طريق هذه الحركة الميكانيكية الموجهة، ولولا غريزة الامتصاص لما استطاعت الثديات تربية مواليدها بالصورة الطبيعية.

فمص الأصبع تعويض لمص الثدي؛ لأنه أقرب جزء من الجسم يستطيع الطفل تحريكه نحو فمه في هذا العمر؛ ليشبع هذه الغريزة التي تساعده على الاسترخاء والنوم بسهولة.

والمعروف أن الطفل في هذا العمر يتصرف بصورة آلية لا يعلم الهدف أو الغرض من سلوكه هذا، فتأكدي -أختي الكريمة- من أن كمية اللبن التي بالثديين كافية ومشبعة بالنسبة للطفل، فقد يرضع الطفل كثيراً ولكن دون تحقيق الدرجة المطلوبة، وكذلك قد تكون عدد الرضعات في اليوم غير ملبية لحاجة الطفل.

نقول لك: الأمر طبيعي حتى عمر الستة أشهر، والخوف من أن تكون حالة مرضية، وتتطلب التدخل بعد الفطام -أي عند سن الثالثة والرابعة-، وقد تكون مقلقة عند بداية ظهور الأسنان الدائمة.

وننصحك أن تتعاملي مع هذا السلوك بطريقة طبيعية دون اللجوء إلى أي نوع من التدخل، وسيختفي -إن شاء الله- تدريجياً مع تقدم سنه.

نسأل الله تعالى أن يحفظ طفلك ويرعاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً