الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم استخدامي للعلاج لا زلت أعاني من الخوف والرهاب!

السؤال

السلام عليكم

منذ 3 سنوات بدأت عندي حالة ذعر مفاجئ، تأتي في فترات متباعدة، وكنت لا أهتم بها، وأقاوم ذلك بالعزيمة، والصلاة، وذكر الله، لكن منذ عام ونصف بدأ عندي رهاب وخوف عند الابتعاد عن البيت، أو السفر، أو المشي على الأقدام حتى لمسافة قصيرة، وتتزايد ضربات القلب، وأتعرق، وأبدأ بفقد الإحساس من حولي، وأحيانا أصرخ دون إرادة مني، وتصيبني حالة ذعر، وارتجاف أطرافي، وأكاد أغيب عن الوعي.

منذ عام راجعت طبيبا نفسيا، وقال لي: إن عندك اكتئابا وقلقا، ووصف لي الأدوية التالية:
xanax .25 mg نصف حبة ثلاث مرات في اليوم.
efexorxr 0.75 حبة في المساء.
ludimil 0.25 مرتين في اليوم.
وبعد (5) أشهر أستبدل (ludimil 0.25) ب tofranil 0.25

شعرت بتحسن في المزاج بعد (6) أشهر من العلاج، ولكن مشكلة الخوف والرهاب لم تتحسن أبدا، وقال لي الطبيب: إنها مسألة وقت. وما زال يصف لي نفس الأدوية رغم عدم جدواها معي منذ عام مضى.

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الخوف والرهاب يُعالج بطرقٍ سلوكية وكذلك بطرقٍ دوائية، من الناحية السلوكية: يجب أن تقوم بفعل ما هو مضاد لمشاعرك، يجب أن تتواصل مع الناس، أن تحضر المحاضرات، وتذهب إلى الأسواق، وتقوم بواجباتك الاجتماعية، وتؤدي الصلاة مع الجماعة، وتمارس رياضة مع بعض الأصدقاء، هذه هي الأسس العلاجية والتي نُكررها دائمًا؛ لأنها هي الأفضل، والتطبيق مهم جدًّا.

وما يأتيك من شعور سلبي عند الخروج من المنزل أو الانخراط في نشاط اجتماعي، هذا الشعور تحمَّله، وفي ذات الوقت حقِّره، وسوف تجد أنه بدأ في التلاشي متى ما أنت حرصت على الاستمرار في المواجهات، والقانون السلوكي الذهبي هو تجاهل الخوف والتعرُّضَ له ودون الهروب من المواقف. هذا -يا أخِي- مهمٌّ جدًّا، فاحرص عليه.

من ناحية الأدوية: الـ (إفكسر efexorxr) والـ (لودوميل ludimil) والـ (تفرانيل tofranil) كلها أدوية جيدة. التفرانيل على وجه الخصوص يُساعد في علاج الخوف والرهاب، لكن جرعته يجب أن تكون مائة مليجرام على الأقل، وأنا متأكد أن طبيبك مُدركٌ لهذه الحقيقة، فيمكن أن تطرح عليه فكرة زيادة جرعة التفرانيل، وطرحك لهذا الموضوع بصورة ذوقية أعتقد أن الطبيب سوف يقبله.

وهناك أدوية بديلة يُعرف أنها تخصصية أكثر في علاج القلق والرهاب، من أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) والذي ربما يوجد في ليبيا تحت مسمى تجاري آخر، هذا أيضًا من الأدوية التي نراها مناسبة وذات فائدة.

عقار (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) من الأدوية المتميزة لمقاومة الخوف والرهاب.

أعتقد أن الخيارات أمامك واضحة، إمَّا أن ترفع جرعة التفرانيل، أو أن تتوقف عن أدويتك الحالية وتبدأ في تناول الزولفت أو الزيروكسات، لكن أي تغيير يجب أن يكون من خلال الأخ الطبيب الذي يشرف على علاجك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسدد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا Abdel

    شكرا لك دكتور محمد عبد العليم
    وجزاك الله خيرا وسأخد بنصيحتك
    بارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً