السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجعل الله ما تفعلون في ميزان حسناتكم، أرجو أن يتسع صدركم لمشكلتي، وتجيبوني باستفاضة حتى يرتاح بالي.
أنا سيدة عمري 31 سنة، وأم لطفلة عمرها 9 أشهر، هي كل حياتي، ولدي أخت مصابة بالوسواس القهري منذ 10 سنوات، وأنا كنت السند الوحيد لهذه الأخت، وحاولت مساعدتها بكل الطرق، وتعالجت دوائيا، لكن دون فائدة، كنت أحاول أن أجعلها تتخطى على الأقل نوبات الهلع والاكتئاب حتى تستمر حياتها، ورحمة بأبي، وإني الآن أتقطع ألما لأجلهما.
تزوجت وأنجبت، وكنت أعيش كالجميع بين أختي وبيتي، رغم أنني أعيش في مدينة أخرى، وكنت أتحمل ضغط أختي في لحظات ضعفها، وأحزن وأبكي ثم أنهض من جديد.
في إجازة العيد ذهبت إلى أهلي، وبقيت أسبوعين وكان تفكير أختي في هذه الفترة هو الخوف من الطائرة؛ لأنها كانت على وشك السفر، ولا أخفيكم أنا أيضا كنت أقلق منها، لكن ليس إلى درجة تمنعني من ركوبها، فأنا أركبها في السنة 6 أو 7 مرات، لكن هذه المرة أحسست بأنني أضعف، وأن الخوف يتسلل داخلي، وعشت أسبوعين من التوتر والخوف، لأنني كنت سأركب الطائرة، وأعود إلى بيتي، ناهيك عن الإحباط من حالة أختي المتدهورة، وركبت الطائرة وعدت إلى البيت، ولكنني لم أكن كالسابق، ليست لدي رغبة في فعل أي شيء.
بعد أيام بينما كانت طفلتي نائمة، قفزت هذه الفكرة في ذهني: ماذا لو قمت بأذية ابنتي عمدا؟ هلعت لهذه الفكرة، واتصلت لزوجي وبكيت كثيرا، وأدركت أنها فكرة وسواسية، وأن علي تجاهلها، لكن بسبب الرعب الذي سببته لي لم أستطع، وقاومت وساءت حالتي، وأدركت أنني وقعت في شرك المرض، حاولت التجاهل عبثا، وصرت أموت خوفا من البقاء وحدي، حتى اضطر زوجي لأخذ إجازة.
ذهبت إلى الرقاة، وقرأت القرآن والأذكار، لكن كنت منذ الصباح أشعر بالتوتر وانقباض الصدر والخوف من هجوم هذا الوسواس.
أقنعت نفسي أنها مجرد فكرة؛ لأنها أصابتني بعد الولادة مباشرة وصرفتها، وارتحت قليلا، لكن صار الوسواس يرغبني في أذيتها، وقد أكون مريضة بشيء ما يجعل رغباتي منحرفة، ويلح علي أن أجرب الضغط عليها، أو قرصها أو غيره حتى أقيس الرغبة، وأرعبتني هذه الخواطر أيضا، فقد أحسست مرة عند رؤية الوسادة أنني أرغب حقا في خنقها بها، فاستعذت وهربت.
أخيرا ذهبت إلى الطبيب، وشخص حالتي على أنها اكتئاب وقلق، أدى إلى ظهور هذه الهواجس، وأعطاني سولبيريد 50 حبتين في اليوم، وبرومازيبام ربع حبة في الصباح ونصف حبة في المساء، وفليوكسيتين حبة مساء، كل هذا لمدة شهر، على أن أعود إليه، وأخبرني أنها أفكار وليست رغبات، فارتحت لتشخيصه، وبدأت العلاج فعلا اليوم.
لكنني ما زلت خائفة أن تنتابني رغبة في أذية ابنتي؛ لأثبت شيئا ما لا أدري ما هو، خاصة أنني وضعت يدي عليها لأتأكد في مرة من المرات.
أرجوكم أخبروني الحقيقة مهما كانت مؤلمة، هل أنا خطر على ابنتي؟ وما رأيكم بعلاج الطبيب؟
وجزاكم الله كل الخير.