الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تربي الأم طفلها الأعسر على آداب الإسلام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف تربي الأم طفلها الأعسر على طريق الإسلام، خاصة في الأكل والكتابة والأمور المعيشية؟

جزاك الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحفظكم والأطفال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أسعدنا هذا الاهتمام بتربية الطفل وتعويده على استخدام اليد اليمنى في الأمور الفاضلة المحببة؛ لأن هذا هو هدي النبي -عليه صلاة الله وسلامه- فقد كان يعجبه التيمن في تنعله وتطهره وفي شأنه كله، ولما وجد رجلا يأكل بيساره قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل بيمينك، فقال: لا أستطيع، فقال له النبي: لا استطعت! فما رفعها من الكبر).

وعندما يولد الطفل أعسر علينا أن نعوده على استعمال يمناه بلطف وعطف وتدرج معه، وما ينبغي أن نقسو عليه ونشتد؛ لأن الأمر ليس في يده، ولكن بالتدريب والملاطفة والتعليم بهدوء يحل الإشكال.

وقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- استخدام اليسرى في إزالة الأذى، أما الأشياء المحببة والأخذ والمناولة والمصافحة، وكل الأشياء الطيبة فكان يستخدم فيها يمناه، بل كان إذا شرب يناول من على يمينه مهما كان سنه كما حصل مع ابن عباس عندما قدمه على الأشياخ؛ لكونه كان عن يمين النبي، ولم يتنازل -رضي الله عنه- عن حقه.

ونحن إذ نكرر لكم الشكر على الاهتمام والحرص، نتمنى أن تلاطفوا الطفل وتشجعوه، وتوضحوا له أجر من يتأسى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في كل أمره، والله يقول لأهل الإيمان: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وقال سبحانه: {وإن تطيعوه تهتدوا}.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يحشرنا في صحبة رسولنا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم- مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

سعدنا بتواصلكم مع الموقع، ونفرح بمتابعة موضوع الطفل -يحفظه الله- ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وفقكم الله، وسدد خطاكم، وألهمكم الرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً