الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس قهري وأفكر في تناول البروزاك، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

أولاً: أشكركم على هذا الموقع، وعلى المساعدة.

أنا لدي وسواس قهري، ولكن ظروفي لا تسمح لي بالذهاب للطبيب، وقرأت بأن البروزاك ممتاز، ولكني متخوف من استخدامه.

السؤال هنا: هل البروزاك يحتاج وصفة من طبيب؟ وهل هو خطير لو استخدمته بدون إشراف طبي؟
ومثلما أخبرتكم سابقاً لا يمكنني الذهاب للطبيب، وأحتاج للبروزاك.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الفاضل، أولاً: يجب أن يكون هنالك تأكيد قاطع أن حالتك هي الوسواس القهري، إذًا البداية السليمة هي التأكد من التشخيص، هذا هو الأساس.

ثانيًا: العلاج للوساوس له عُدَّة محاور، منها:
• العلاج النفسي السلوكي، بأن يُحقِّر الإنسان الوسواس ولا يتبعه، مهما كانت ضغوطاته واستحواذه.
• واجتماعيًا: أن يُطور الإنسان نفسه، يرفع من كفاءة مهاراته، ويُحسن استغلال وقته، ويمارس الرياضة والتمارين الاسترخائية.
• وعلى الصعيد الإسلامي: يُكثر الإنسان من الاستغفار والاستعاذة بالله تعالى من الشيطان، وكثرة ذكر الله تعالى؛ فإنه فلاح، وأن يكون الإنسان حريصًا على عباداته دون أي تدخلات وسواسية.
• والمحور الرابع هو العلاج الدوائي، والـ (بروزاك Prozac) من أفضلها، ومن أحسنها، ومن أفعلها، ومن أسلمها.

إذًا -أخي الكريم-: اطمئن تمامًا لسلامة البروزاك، لكن لا أريدك أن تعتمد فقط على العلاج الدوائي، هو مكمِّل للإجراءات أو المحاور العلاجية الأخرى.

البروزاك في معظم الدول لا يحتاج لوصفة طبية، وحتى إن احتاج لوصفة طبية يمكن أي طبيب عمومي يقوم بوصفه، وعلاج الوساوس القهرية من حيث استعمال الدواء لا يقل عن ستة أشهر على الأقل إن لم يكن أطول من ذلك، وأقل جرعة تُفيد في علاج الوساوس من البروزاك هي أربعون مليجرامًا يوميًا، لكن البداية تكون كبسولة واحدة -أي عشرون مليجرامًا- يوميًا لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم تُرفع الجرعة إلى أربعين مليجرامًا يوميًا، ويتم الاستمرار عليها حتى تتحسَّن الأحوال بصورة ممتازة، ويظل على نفس الجرعة لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم يُخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أيضًا، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً