الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصلت لسن 28 ولم أحقق أي منجز على كل المستويات.. من أين أبدأ؟

السؤال

مشكلتي أنني مررت بمشكلة في حياتي، ولكن -الحمد لله- الآن أقارب الخروج منها، ولكن للأسف ضاع من عمري الكثير، ولم أفعل شيئًا، وفجأة وصلت إلى 28 سنة، وعندما أسأل نفسي ماذا حققت؟

فالإجابة لا شيء، وهذا على مستوى كل جوانب حياتي العملية والاجتماعية والثقافية، وعلاقتي بالله.

أريد من يساعدني في التخطيط لحياتي القادمة ماذا أفعل؟ من أين أبدأ؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك يا -أختي الكريمة- أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يوعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة، ما بالك بأناس في عمر السبعين، وما زال عطاءهم لم ينضب، ومنهم من حفظ القرآن في هذا العمر، ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا العمر، والأمثلة كثيرة.

فنطلب منك أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة، فأنت مؤكد أن لديك العديد من القدرات والطاقات، فقط محتاجة لتفجيرها واستثمارها بصورة جيدة، -وإن شاء الله- تصلين لما تريدين.

انظري إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة وعلماً وقدرة ومهارة تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها، وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة، فلمعت أسماؤهم وكبر شأنهم وصاروا من الأعلام، فما تم ذلك إلا بقوة عزيمتهم وإرادتهم ومثابرتهم، فحاولي دائماً تحكيم العقل لا العاطفة، وانظري للأمور بنظرة واقعية، وأن تكون حلولك للمشاكل أيضاً واقعية، ولا تستسلمي فالحياة كلها مجاهدة ومكابدة.

فنوصيك أولاً: بكثرة الاستغفار فإنه مزيل للهموم ومجلب للسعادة -إن شاء الله-.

ثانياً: تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي الرغبة في بلوغ الكمال – سرعة التسليم بالهزيمة – التأثير السلبي بنجاح الآخرين – التلهف إلى الحب والعطف – الحساسية الفائقة – افتقاد روح الفكاهة.

وحاولي التحلي بالصفات التي ضدها مثل: القناعة بما عندك وعدم الاستسلام والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمنى للآخرين النجاح، وليكن نجاحهم دافع وحافز بالنسبة لك، واسعي ليكون حب الله ورسوله هدفك الأول.

ثالثاً: نقول لك: التفكير في تطوير الذات وفي التخطيط للمستقبل يعتبر في حد ذاته الخطوة الأولى في التطوير والإنجاز.

رابعاً: حاولي اكتشاف ما عندك أو ما تملكين من قدرات وإمكانيات ومهارات، ثم ضعي أهدافك وطموحاتك وفقاً لهذه القدرات، ولتكن الأهداف محددة وواضحة، ولا تشتتي ذهنك في أكثر من موضوع في آن واحد، واستعيني بالله، ثم بذوي العلم والخبرة في وضع واختيار تلك الأهداف.

خامساً: اقتدي بسِير العظماء والنبلاء، وأولهم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

سادساً: اتبعي منهج المواظبة والمثابرة في نشاطاتك الحياتية الموجهة للتطوير.

سابعاً: قومي بتقييم إنجازاتك بصورة دورية (كل يوم – كل شهر- كل سنة)، واكتشفي أسباب النجاح والفشل للاستمرار في النجاح ومعالجة الإخفاقات.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر عبد الحق

    جزاكم الله خيراً لا زلنا نستفيد مما يخط في موقعكم نتمنى من الله ان يدومه لنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً