الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تكرر الإجهاض مع سلامة التحاليل والفحوصات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
طابت أيامك بكل خير، ورزقك الله الجنة، وجزاك المولى عنّا خير الجزاء..

سبق لي الحمل مرتين، ولكن جميعها انتهت بإجهاض الحمل في الأسبوع السادس، وآخر في الأسبوع الخامس، وبعد ذلك عملت تحاليل وفحوصات شاملة تتضمن الأجسام المضادة وغيرها الكثير لم أفهمها، ولكن جميعها سليمة، وعملت سونارا مهبليا وكان كل شيء سليما.

سؤالي:
ما هو سبب تكرر الإجهاض مرتين بالرغم من أخذي في المرة الثانية مثبت دوفاستون وأسبرين، مع التزامي بالراحة التامة؟ فقد كان إجهاضي في المرة الثانية مفاجئا، فقد نزل هرمون الحمل فجأة بعد أن وصلت نسبته (1500)، فما سبب ذلك؟

وأنا الآن أحاول بأن أحمل مجدداً، فهل إذا تم الحمل أمتنع من صعود الطائرة أم أن السفر بالطائرة مع الراحة التامة لا يضر؟

علماً بأن السفر مدته لا تتجاوز الساعتين.

ولك مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك كلماتك الطيبة، والتي تنم عن ذوقك وطيب خلقك، وأسأل الله عز وجل أن يعوضك بكل خير،وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

والحقيقة هي أنه وفي الغالبية العظمى من حالات الإجهاض لا يمكننا التوصل إلى سبب معين، لكن يمكن القول بأن أكثر سبب للإجهاض المبكر خاصة عند ظهور كيس الحمل فقط، وعدم ظهور الجنين بالتصوير، أو ما يسمى ب (الكيس الفارغ)، فإن السبب هو: حدوث خلل في الصبغيات خلال مراحل الانقسام المبكرة، ينتج عنه عدم قدرة الخلايا على الاستمرار في الانقسام لتشكيل المضغة، ومثل هذا الخلل يحدث بشكل عشوائي، ولا يمكن تداركه، أي قد يحدث عند أي زوجين حتى لو كانا سليمين، وهو لا يدل على وجود مشكلة طبية أو مرض.

على كل حال يجدر الإشارة هنا إلى أنه وعند عمل كل التحاليل المعروفة للإجهاض، وتأتي النتائج كلها طبيعية وسليمة، فهذا أفضل، وهنا نقول عبارة شهيرة لطمأنة الزوجين وهي: ( no news , good news )، ونقصد بذلك: أن عدم وجود سبب للإجهاض هو بحد ذاته خبر جيد، لأنه وفي مثل هذه الحالات ستكون نسبة نجاح الحمل القادم أعلى مما لو كان هنالك سبب، فهي تصل إلى حوالي 70٪ -بإذن الله تعالى-.

لذلك أدعوك إلى التحلي بالصبر وبالتفاؤل، وأنصحك بتكرار محاولة الحمل ثانية، ولكن بعد الاستراحة لفترة 6 أشهر -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة للسفر بالطائرة:
فإن لم يكن هنالك شكوى لدى السيدة مثل: الألم أو النزف فإن السفر لا يسبب الإجهاض، ولكن مع ذلك ننصح السيدة التي سبق لها الإجهاض بأن تتفادى السفر في الأشهر الأولى من الحمل، فهذا سيكون كنوع من الأخذ بالأسباب، وسيجعلها مرتاحة نفسيا؛ لأنها ستشعر بأنها قد فعلت كل ما بوسعها للحفاظ على الحمل، فلا تعاني من تأنيب الضمير في حال حدث شيء غير متوقع أو إجهاض -لا قدر الله-.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً