الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي تريد أن يكون زفافها تقليديا فرفضتُ، ما رأيكم؟

السؤال

أنا شاب من أسرة متدينة، حافظ لكتاب الله، ومداوم على الحفظ، وقد أحببت فتاة معي بالجامعة، مع أني قليل الاختلاط، وكذلك بادلتني نفس الشعور، وأحببت أن يكون كل شيء رسميا، فأخبرت أهلي عنها، وكذلك أخبرت أهلها. وجعلت أخواتي البنات يحدثونها عن أسرتنا، وكذلك طبيعة أفراحنا، ولا أمنع عن البنت الفرحة، وكذلك يوم عرسها، ولكن تتجمل وتتزين، وتفرح في وسط النساء.

جاءت بعد سنة من الارتباط، وطلبت مني أن يكون فرحها مثل الأفراح المصرية العادية؛ أغاني، ورجال، ونساء، وتخرج بفستانها أمام الجميع، فرفضت؛ لا أريد لجمال امرأتي أو أي شيء أن يظهر، وتكون معروضة أمام الجميع.

كان ردها أنها سوف تكون في يوم عادي، ويراها الناس في الشارع مثل يوم الفرح، وكذلك الأغاني، وكان مبررها أننا نفعل معاصي كثيرة ما يفرق يوم أن نفعل فيه ذلك. ولا أقدر على فعل ما تطلبه أو أي شيء من هذا القبيل.

ما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن أوليائه المقربين، وأن يُعينك على فعل ما يُرضيه، وأن يُحبب إليك الإيمان وأن يُزيِّنه في قلبك، وأن يُكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، إنه جوادٌ كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإني أقول: إذا كنتم ما زلتم في مرحلة الدراسةـ وأمامكم وقت طويل من الزمن فأرى أن تؤجلوا هذه للمستقبل، على أن تبدأ أنت -بارك الله فيك- في محاولة إقناعها، وبيان خطورة البدء بالمعاصي؛ لأن الإنسان إذا بدأ حياته بمعصية الله تعالى فهو لا يأمن عقاب الله عز وجل، والمعاصي عند الله تبارك وتعالى شأنها عظيم، والمعاصي لها شؤمٌ عظيم، وقد تبدو فيما يبدو لنا أنها بسيطة، وكما قال الله تبارك وتعالى: {وتحسبونه هيِّنًا وهو عند الله عظيم}، فقد يكون الأمر في غاية الصعوبة، وقد تُحرم الأسرة الأمن والأمان والاستقرار بسبب معصية كان من الممكن أن تتلاشى أو تتلافاها.

ولذلك أنا أقول: إذا كانت المسافة طويلة فأنت أمامك فرصة لإقناعها لتُعيد النظر في موقفها، وبإذن الله تعالى أنا واثق أنك ستتمكَّن من ذلك، فإن نجحت في هذا الأمر وبيَّنت لها كلام أهل العلم، وأنه لا يجوز للإنسان أن يُصِرّ على معصية الله تبارك وتعالى، وأنه لم يكن هناك توفيق لهذه الحياة التي بدأت بالمعصية، لعلَّها تُغيِّر رأيها أو موقفها.

إذا كنت تعلم أنها من النوع العنيد الذي لا يمكن أن يتغيَّر فلا داعي للخوض في التجربة الآن، وإنما لا بد من عرض الأمر على أهلها؛ حتى يكونوا على بيِّنةٍ من موقفك، فلا يستغربونه، ولا يُحاربونه عندما يقع، أما إذا كان ليس لديهم استعداد لذلك فأنصح -بارك الله فيك- بترك هذا الأمر بالكلية، والبحث عن غيرها، لعلَّك تجد إنسانة أفضل منها، والنساء غيرها كثير، ومن ترك شيئًا لله؛ عوضه الله خيرًا منه.
{ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

نسأل الله أن يوفقنا وإياك لطاعته ورضاه، وأن يمُنَّ عليك بالأمن والأمان والاستقرار، وأن يجعلك من صالحي المؤمنين، وأن يوفقك لتأسيس أسرة طيبة صالحة صادقة تُحِبُّ الله ورسوله، وتعمل على طاعته ورضاه، إنه جوادٌ كريم.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات