الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب دخول حلمة الثدي للداخل؟ وهل هناك ضرر من المامو غراف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكركم كثيراً على ما تقدمونه في هذا الموقع من مساعدة، بارك الله لكم في جهودكم وجزاكم كل الخير.

أنا امرأة متزوجة، وبعمر 32 سنة، لدي طفلتان، وأثناء ولادتي الأولى، أرضعت طفلتي رضاعة طبيعية وصناعية، فتركت طفلتي الرضاعة الطبيعية، واعتمدت على الرضاعة الصناعية وهي بعمر ثلاثة أشهر، وفي هذا الوقت حملت بطفلتي الثانية، وكانت رضاعتها قليلة، ومن صدر أكثر من الآخر، وبعد تركها للرضاعة عانيت من ألم تجمع الحليب، وبقي الحليب في صدري حتى آخر شهور حملي الثاني، ولاحظت دخول حلمة صدري الأيسر للداخل، وتبقى لفترة، ولا تخرج إلا عندما أخرجها بنفسي، ولكنني لم أكترث للموضوع.

ولدت الطفلة الثانية وكانت رضاعتها من الصدر الأيمن أكثر من الأيسر، واستمرت ملاحظتي لدخول الحلمة للداخل، ولكن بمجرد أن تمسكها طفلتي تخرج، وتبقى للخارج لفترة بعد الرضاعة ثم تعود للداخل مرة أخرى، ولم ألاحظ أي كتل أو ورم أو ألم عندما كنت أتفقد الثدي باستمرار، فراجعت طبيبة نساء وقالت: إن دخول الحلمة للداخل بعد ثمانية أشهر من الرضاعة أمر طبيعي.

عانيت من تشققات وألم في حلمات الثدي، وكان الألم في الثدي الأيسر أشد من الأيمن، فلم أحتمل إرضاع طفلتي منه، وفي هذه الفترة ظهرت كتلة كبيرة صلبة بحجم حبة الزيتون، خلف الحلمة مباشرة، وكأنها ملتصقة بالحلمة، ولم تعد تظهر الحلمة للخارج بسهولة بشكل كامل، بل جزء منها في الداخل، وتتبعت الكتلة بإصبعي، فوجدتها صلبة، وتبدو كأنها توجد داخل عرق وتكبر فيه، وتقل تدريجياً بالطول للداخل، كأنها إصبع طفل صغير، ولم تختف أبداً حتى الآن، فذهبت للطبيبة وطلبت مني صورة الترا ساوند، وبعدها قالت: نحتاج لصورة مامو غراف للتأكد، وعندما ذهبت للتصوير التلفزيوني، رفض طبيب الأشعة أن يصورني، بسبب عمري، ولأنني مرضع، مع أن طفلتي تركت الرضاعة من هذا الثدي، لأن الحلمة دخلت للداخل، ولم تجدِ معها محاولاتي، فذهبت لطبيب جراحة آخر، أعطاني مضاداً حيوياً لمدة 7 أيام، ومرهماً لعلاج تشقق الحلمة، وقال إنه خراج على الأغلب، وإن لم يختف بعد الأدوية سنجري له جراحة بسيطة.

انتهيت من العلاج قبل أربعة أيام، وشفيت التشققات، وقل حجم الكتلة قليلاً، ولا توجد أي إفرازات غريبة، أو تغير في الثدي سواء الحلمة الغائرة.

سؤالي: ما سبب الأعراض التي أعاني منها، وخاصة أن الحلمة تدخل منذ فترة طويلة، منذ حوالي سنة وشهرين.

أما الكتلة فلها شهران فقط، وهل يكون تجمع الحليب بعد ولادتي الأولى هو السبب؟ وهل الجراحة ستؤثر في شكل الثدي والحلمة، وهل المامو غراف خطر في حالاتي؟ أذكر بأن الكتلة خلف الحلمة وملتصقة بها تماماً وكأنها نسيج يتبعها، ولا يوجد بها ألم ملحوظ، إلا إذا ضغطت عليها بشدة قوية.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أثناء فترات الرضاعة الطبيعية كثيراً ما يحدث ما يعرف باسم lactation cyst، أو تجمع بعض الحليب في إحدى القنوات الموصلة للحلمة، وتسد وتؤدي إلى تلك الكتلة الصلبة، وقد يحدث بعض النشاط الخلوي في بعض الغدد، ويسمى fibroadenosis، وفيه يحدث بعض التليف والنشاط في غدد الثدي، ويوجد به بعض الألم أو الثقل، ونوع آخر يسمى fibroadenoma، وهذا تليف فقط، ولا يوجد به نشاط في الغدد، ولا يصاحبه ألم، وفي حال وجود مثل تلك الغدد خلف الحلمة، فقد يؤدي ذلك إلى بروزها، أو إلى دخولها للداخل، ولا يوجد قلق من هذه الأمراض وهذه الكتل، ولا تتحول إلى أورام خبيثة، ويمكن مراقبة الثدي والكتلة من خلال الفحص الذاتي بعد انتهاء الدورة الشهرية، ويمكن إعادة السونار على الثدي مرة أخرى للمتابعة.

من المعروف أن mamogram يتم عمله بصفة روتينية بعد سن الأربعين، ووجود تاريخ مرضي في العائلة لحالات الأورام، ويتم أيضا إجراءه في حال الشك في وجود كتلة في الثدي مثل حالتك، حتى قبل سن الأربعين، ولكن يجب أن يتم تفريغ الثدي من الحليب تماماً قبل إجراء mamogram.

علماً بأن أنسجة الثدي المرضع تحتاج إلى خبير في قراءة الأشعة، لأن كثافتها عالية، وأنصحك بإكمال الرضاعة الطبيعية، وبعد فطام الطفل بثلاث شهور، وجفاف الحليب يمكنك عمل الأشعة المطلوبة، ولا قلق -إن شاء الله-، ومع تفريغ الحليب من الثدي، قد يكون احتباس بعض الحليب هو السبب، وتختفي مع المساج والتفريغ -إن شاء الله-.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك إلى ما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً