الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بكتيريا البروسيلا وتأثيره على الحامل والجنين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة حامل في نهاية الشهر الثالث، وعندما زرت الطبيبة عملت لي فحوصات، ومن ضمنها فحص الحمى المالطية، وكانت نتيجة الفحص إيجابية بنسبة 18%، بينما الفحص السلبي أقل من 10%، وقالت: إن الجنين يتمتع بصحة طيبة، وبحركة طبيعية، وقلبه ينبض، لكن هناك احتمال أن يصاب ببكتيريا البروسيلا، ويتسبب بموته أو الإجهاض، ويجب علينا الانتظار حتى يدخل منتصف الشهر الرابع، ثم أتناول العلاج الذي يتكون من علاجين أو مركبين، والذي قد يسبب تشوها للجنين.

هنا هو مكمن القلق لدي، فهل هناك احتمال تشوه الجنين بسبب البكتيريا، أو تأثر الأم بهذا الداء في مرحلة الحمل أكثر من غيرها؟ وهل هناك دواء آمن للأم والجنين أثناء الحمل؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي- وأحب في البداية أن أقول لك بـأن قراءة نتائج التحاليل عندك يجب أن تتم بعد مقارنتها بالقيم الطبيعية التي يعتمدها المختبر, فلكل مختبر طريقته الخاصة في الفحص ووضع النتائج, ولكن أكثر المختبرات تعتبر أن التحليل غير طبيعي إذا كانت النتيجة فوق 1 من 80 , أي إذا كان التحليل فوق 1/80، فإنه يعتبر مرتفعا, لكن وحتى في مثل هذه الحالة, أي عندما تظهر النتيجة مرتفعة فوق هذا الرقم, فيجب أن يتم إعادة التحليل مرة ثانية بعد أسبوع إلى أسبوعين, فإن ارتفعت إلى أربعة أضعاف أو أكثر, فهنا تعتبر إصابة نشطة وفعالة.

الملاحظ أن الأرقام التي ذكرتيها هي عبارة عن نسب مئوية, وليست كسور, وهذا غير المتعارف عليه, ومع ذلك سأفترض بأن الطبيبة قد قارنتها بالقيم التي يعتمدها ذلك المختبر, وأنها متأكدة من أن لديك إصابة نشطة, وتوصلت إلى أنه يجب عليك تناول العلاج, وبالتالي أقول لك: إن الضرر الذي قد ينتج عن تناول الأدوية التي تعالج الحمى المالطية, هو أقل بكثير من ترك المرض من دون علاج، ولذلك فإن خيار العلاج هو الخيار الصحيح.

بالنسبة لك فكونك أكملت الثلاثة أشهر الأولى من الحمل, فإن احتمال حدوث تشوهات خلقية في الجنين, قد أصبح منخفضا جدا -بإذن الله تعالى-, لذلك يمكنك تناول الأدوية التي تعالج الحمى المالطية بدون قلق أو خوف, وهنالك بعض الأدوية التي من الممكن استخدامها في الحمل، وهي آمنة نسبيا -إن شاء الله-, منها مثلا: (الريفامبسين والسيفاترياكسون )rifampicin-cefatriaxone.

أما ترك الحالة من دون علاج -في حال كانت الإصابة عندك مؤكدة- فإنه قد يرفع من احتمال حدوث الولادة الباكرة, ومن حدوث نقص النمو في الجنين ونقص وزنه, وما يرافق ذلك من اختلاطات خلال الولادة.

لذلك نصيحتي لك في حال ثبت بأن لديك إصابة مؤكدة: هي بالتوكل على الله عز وجل، وتناول العلاجات السابقة, للفترة التي تحددها لك الطبيبة.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • روسيا الإتحادية ابو ساره

    شكرا لكم على الإجابه الطيبه وعلى موقعكم الرائع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً