الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني من كوابيس واختناقات متكررة.. هل مرضها نفسي أم دماغي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج منذ أكثر من سنة، ولدي طفلة الآن، تعاني زوجتي من أحلام مزعجة وكوابيس تنتهي بالنتيجة لإصابتها بالاختناق، عادة ما أوقظها لتفيق مذعورة ودقات قلبها متسارعة، ثم تتباطأ، ثم ينقطع النفس تمامًا، ويضعف نبضها جدًا وتشخص عيونها كأنها ماتت أو أنها تموت، فأعمل لها تنفسًا اصطناعيًا وبفضل الله تعود للتنفس بصعوبة.

عندها فقر دم، أهلها بعيدون في سوريا، تراهم في الكوابيس، ولا أعلم هل هي حالة نفسية أم مرض دماغي أم قلب؟ حدثت الحالة مرات كثيرة، أولها كان في بداية الزواج، حيث حدث نقاش بيننا انتهى بحالة شبه اختناق، علما ًأن زوجتي متدينة -الحمد لله- ومحافظة على الأذكار قبل النوم وغيرها.

تحدث هذه الحالة في اليقظة إذا تضايقت منها، ثم تغيب عن الوعي، ثم تفيق لتخلط بين كابوس رأته على الفور وبين الواقع مثلا أني كنت أخنقها في الماء، وهذا لم يحدث أصلا، وآخر مرة أحسست أنها ماتت حقًا.

أحاول أن لا أحزنها أبدًا، لكن لا أعرف بماذا تفكر! ربما أهلها، ولا أعتقد أن الموضوع نفسي بحت، وأخاف على حياتها الآن بشكل جدي، أي طبيب يجب أن نراجع؟ وماذا نفعل؟ وما هذا المرض؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Firas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالة زوجتك هذه تتطلب الفحص والذهاب إلى الطبيب النفسي أو طبيب الجهاز التنفسي؛ ليقوم بإجراء بعض الفحوصات من خلال إدخالها المختبر النومي، والمختبر النومي مُعدٌّ تمامًا لتحديد سبب انقطاع التنفس ونوعيته.

الأمر يتطلب أن تقضي زوجتك أربعاً وعشرين ساعة بمختبر النوم، حيث يتم مراقبة نومها بصورة صحيحة.

ومن أكثر الأسباب التي تؤدِّي إلى هذه الحالة هي: الهرع النومي المرتبط بالأحلام المزعجة، وأعتقد أن هذا هو التشخيص الأكبر، وهنالك حالة تُعرف باسم (اسليب أبنيا sleep Apnea) وهي حالة معروفة، ينقطع فيها التنفس فسيولوجيًا، ولا توجد خطورة حقيقية على الإنسان، لكن قطعًا يحتاج الأمر لعلاج، وهنالك علاجات كثيرة، منها تركيب بعض الأجهزة التي تزود الإنسان بالأكسجين أثناء النوم.

أيها الفاضل الكريم: اذهب بزوجتك إلى الطبيب، وفي ذات الوقت موضوع سرعة الانفعال أو الضيق الذي يُثير مثل هذه الحالة حاول أن تساعدها على تجنبه بقدر المستطاع.

في ذات الوقت عليها أن تُطبِّق التمارين الاسترخائية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، أعتقد أنها ستساعدها كثيرًا.

في ذات الوقت يجب على زوجتك الفاضلة أن تتجنب الكتمان، وأن تُعبِّر عن ذاتها؛ لأن القلق النفسي والاحتقانات النفسية قد تؤدِّي إلى مثل هذه الصعوبات.

عليها أيضًا أن تلتزم بما ورد في السنة المطهرة فيما يتعلق بالأحلام، وأن تحرص كثيرًا على أذكار النوم، وتجنب تناول الأطعمة الدسمة في أثناء الليل أمرٌ مطلوب، ووجبة العشاء بصفة عامة إذا كانت خفيفة ومبكرة تُساعد تمامًا على عدم حدوث الأحلام والكوابيس المزعجة.

أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً