الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من السمنة المفرطة، فهل عملية تكميم المعدة مفيدة لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الأفاضل: تكمن استشارتي حيث إنني أرغب في فقدان وزني، لكنني لم أستطع بالحمية أبدا، وحاولت كثيرا ولم أستطع، ونجحت مرة وفقدت أربعين كيلو من وزني، وكنت أمارس الرياضة، وفقدت (40 ك) في (3) أو أربعة شهور، حيث كان وزني (148) وأصبحت بعد الفقدان (108) وتزوجت، وبعد الزواج سرعان ما عاد وزني!، ووصلت إلى (189)، وحاولت أن أمارس الرياضة لكي أفقد وزني كما فعلت سابقا، لكن دون أي جدوى.

ذهبت لجراح سمنة؛ حيث نصحني أن أقوم بعمل عملية تكميم المعدة، وأنا خائف أن أعملها ثم لا ينزل وزني؛ حيث إنني قرأت عنها الكثير قبل الذهاب للطبيب، وحيث أكد لي الطبيب أنها سليمة ومفيدة جدا في خسارة الوزن بشكل ممتاز، ووصل وزني الآن إلى (189 ك)، وقال لي الطبيب: بعد العملية سيصل وزنك -إن شاء الله- إلى مستوى ممتاز، لكني قلق، أتساءل هل هذه العملية ناجحة، لأني قلق بشدة، لكنني مجبر؛ لأن حياتي شبه مدمرة بسبب السمنة، وأريد أن أنحف بأي وسيلة، فنصحوني بتلك العملية.

وقال لي الطبيب: قم بعمل فحوصات؛ حيث إنها كلها سليمة سوى ارتفاع في السكري، وقمت بعمل كل ما يلزم للعملية: أشعات، وتحاليل، وتخطيط قلب، وقال لي الطبيب: السكري غير منتظم؛ كان القياس صائما (164) ومفطرا (180) فطلب مني أن أقوم بقياس السكر كل (6) ساعات، وأعطاني مؤشرات أمشي عليها لمدة أسبوع؛ حيث أعطاني أنسولين مائيا سريع المفعول باسم (actrapid) وقال لي: تابع نفسك كل (6) ساعات، ويكون القياس عشوائيا، وإن ظهر لك القياس ما بين (150) إلى (200) استعمل الحقنة بأخذ (5) وحدات، وعلمني كيف آخذها، وأعطيها لنفسي.

أنا الآن آخذ هذا الأنسولين منذ (3) أيام، حيث تظهر قياساتي ما بين (160) و(170) وأحيانا (150) كل هذه القياسات عشوائية، وأقوم بإعطاء نفسي (5) وحدات -كما أرشدني الطبيب- وبقيت لي أربعة أيام؛ كي أقوم بعمل العملية، وكل ما أريد أن أعرفه هل هذه العملية ستساعدني فعلا في فقد وزني؟ وهل ما أفعله من أخذ هذا الأنسولين صحيح؟

أرجو الإفادة؛ لأني قلق أن أعمل العملية، وعندي هاجس بأني لن أستفيد منها شيئا، مع إصرار الطبيب أنني سأستفيد منها كثيرا، مع العلم أنني أعاني من دوال في الساق، وارتفاع في السكري -كما ذكرت- والطبيب أخبرني أن الدوالي بعد أن يخف وزنك سترتاح منه، والسكري أيضا سيكون في المعدلات الطبيعية.

أفيدوني، أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعتبر حالة البدانة عندك مفرطة جداً بالنسبة لوزن (189) رغم أننا لم نعلم طولك؛ ليتسنى لنا حساب المشعر الجسمي (BMI) وإن وجود داء سكري، وهو غير مضبوط، وغير منتظم -كما ذكر طبيبك- وبدء ظهور اختلاطات البدانة كدوالي الساقين، كل هذه العوامل ترجح الضرورة المطلقة والحتمية في إيجاد وسيلة لإنقاص الوزن, وبرأيي فإن العمليات الجراحية على المعدة كال (Sleeve) أي قطع المعدة الطولي, أو تكميم المعدة وغيرها خصصت لحالة كحالتك، ونتائجها على الداء السكري لديك ممتازة وشافية له بغالب الحالات.

أنصحك بإجراء إحدى العمليات، فالـ (Sleeve) وبأيدي جراحية خبيرة أجدى وأسرع في إنقاص الوزن, وتبقى عملية التكميم إيجابية؛ لحفاظها على تشريح المعدة، ولكن تبقى نتائجها أقل نسبياً، ولكن مشاكلها أقل بكثير من الـ(Sleeve).

تابع مع طبيبك الجراح؛ فهو أقدر على تحديد نوع العملية المناسب تبعا لأمور عديدة: كالعمر، وحالة المريض الصحية، وغيرها، وهو سيكون قريبا من وضعك أكثر منا، وتوكل في أمرك على الله.

مع تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً