الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إهمال الزوج لمسئولياته تجاه أسرته واحتياجاتها وكيفية علاج ذلك

السؤال

أشكركم على هذا الموقع الممتاز.
مشكلتي هي أن زوجي ترك كل مسئوليات البيت والأطفال على عاتقي، وعندما أطلب منه أن نذهب إلى السوق لشراء حاجيات البيت، يرد بقوله: اذهبي مع أخيك أو السائق، وليس السوق فقط، بل حتى أماكن الترفية والزيارات، ويقول أنه لا يحب الزحام، والشيء الذي يضايقني كثيراً أنه يحب الرحلات مع أصدقائه كثيراً، وأنا زوجته وهو المسئول الأول والأخير عني، وطلبت منه أن أقود السيارة لنحل مشاكلنا ولكنه رفض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعينك على تدبير أمور أسرتك، وأن يرزقك القوة على مواصلة رحلة تحمل المسئولية وحدك، وأن يصلح لك زوجك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أن زوجك ضحية تربية غير موفقة منذ صغره، وكما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه

فكثيرٌ من البيوت لا تحمل أبناءها أي مسئولية منذ صغرهم، ولا تكلفهم بأي عمل اجتماعي تجاه أسرتهم على الأقل، مما يترتب عليه أن يخرج الإنسان عديم المسئولية فاقد الشعور تجاه أسرته، وقد يكون الأب كذلك، فتنتقل العدوى من الأب إلى الأبناء، ولعل زوجك من هذا الصنف، ما تحمّل مسئولية في صغره، ولم ينبهه أحد على مسئولياته كفرد في الأٍسرة، ثم كقائد وموجه لها، وقد يكون الشخص قمة في الأخلاق والكرم، إلا أنه مع ذلك يكون عديم المسئولية؛ لأن القيادة والشعور بالمسئولية مهارة من المهارات التي يتم اكتسابها من الأسرة منذ الصغر، ومن هنا أقول لك: كم أتمنى ألا نقف طويلاً أمام هذه السلبية، وأن ننظر إلى بقية الحسنات والمزايا التي يتمتع بها، والتي هي -وبلا شك- كثيرة ومشجعة.
دعينا ننظر بعين الإنصاف، ولا نهضم تلك الحسنات، ونحاول غمس تلك السلبية في بحور الحسنات، وما أكثرها، فلا تجعلي الشيطان يستغل هذه السلبية، ويحاول إفساد حياتك، أو تحويلها إلى مسرح عمليات وميدان حرب مستعرة، ومع ذلك عليك دور آخر، وهو تذكيره بمسئوليته تجاهكم بين الحين والآخر، واضربي له أمثلة واقعية من الأسر حولكم، وأشعريه برغبتك الشديدة في الافتخار به والمباهاة به وهو يمشي معك، وكأنك تقولين للدنيا: هذا زوجي فمن لها زوج رائع مثلي؟ الأمر يحتاج إلى بعض الكياسة والحكمة، وطول النفس، مع الصبر الجميل، لعل وعسى أن يتغير، وهناك أيضاً الناحية الشرعية، وهي من أهم وأخطر النواحي، فحاولي التركيز عليها، وعليك بسلاح الدعاء، فإنه لا يغيّر المقادير ويبدّل الطباع شيء مثل الدعاء، فأكثري منه، ثم أحذرك من أن ترمي أولادك على مثل هذه السلبية؛ حتى لا تعاني الأجيال القادمة مثل معاناتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق خوخة

    الله يعين النساء

  • مصر عاشقه الجنه

    افادكم الله على الموضوع المهم هذا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً