الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة المبادرة إلى صلة الأرحام المقاطعين

السؤال

أختي قاطعتني منذ فترة بسبب خلاف بيني وبينها، وحاولت أن أكلمها أكثر من مرة ولكنها مصرة على موقفها، ماذا أفعل معها؟
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك ممن إذا قطعت رحمه وصلها، والتي تعفو عمن ظلمها.

وبخصوص ما ورد برسالتك من مقاطعة أختك لك، رغم محاولتك الكلام معها أكثر من مرة، فأرى أن تستعيني ببعض الأشخاص الذين تحترمهم وهم محل ثقةٍ لديها، وتوسطيهم في الصلح، حتى وإن اقتضى الأمر الاعتذار إليها بأي صورةٍ من صور الاعتذار، حتى لو لم تكوني أنت المخطئة؛ لأنك بذلك تحصدين الخير الكثير، وتحققين أعلى الأرباح، وتحصلين على أعلى الدرجات، وهذا هو الوصل الحقيقي الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم أيضاً: (وأن أعفُ عمن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأحسن إلى من أساء إليّ) فاجتهدي أن تكوني كذلك، ولا تيأسي من محاولات الإصلاح وعودة المياه إلى مجاريها، وعليك بالدعاء، فإنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وتسلحي بالصبر والمثابرة، ولا تيأسي، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق، والهداية إلى صراطه المستقيم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً