الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبحث عن الكمال في الشكل مما أمرضني جسديا ونفسيا، انصحوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 27 سنة، عزباء، متعلمة وملتزمة وجميلة، ووزني قريب من المثالي، لكنني أبحث دائما عن الكمال والمثالية، عانيت سابقا من فقدان الشهية والاكتئاب، حيث كنت أجبر نفسي على الاستفراغ، لكنني منذ سنتين عدت لحياتي الطبيعية، آكل جيدا، وأخرج، وأتعامل جيدا مع أهلي، لكنني نادمة على ما أضعت من عمري في التفكير بالحمية وما شابه، خاصة أنها لم تكن بإرادتي، والآن وجدت أن صديقاتي قد تزوجن واستقررن، وأنا لم أحقق ذلك، فهل من نصيحة بخصوص ذلك؟

وضعي الصحي مقلق، حيث أعاني من الأنيميا، علما أن طعامي متنوع، مع مراعاة عدم زيادة الوزن، رغم أن وزني ازداد 10 كلغ خلال السنتين، وأفكر في إنزال جزء منه بدون إرهاق، كذلك أعاني من حرقة المعدة، وقد استعملت الفامودين 40 ملغم يوميا، ولفترة طويلة، وكنت قد عانيت من آلام في الجزء الأيمن، راجعت طبيبا ووصف لي دواء Esomax لمدة شهرين، حبة واحدة ليلا، وعند التوقف عن الدواء عادت الأعراض من جديد، وعدت للطبيب، فكتب لي دواء Pantover، ولكنه غير فعال كما هو الحال مع الدواء السابق.

وأيضا أعاني غالبا من نوبات الإسهال المتكرر بعد الأكل، وقد اختفت مع أدوية المعدة، وأعاني من الانتفاخ والغازات بعد الأكل، ومن التهاب الحلق بشكل دائم -مرة كل شهر-، وارتفاع الحرارة وصعوبة البلع، إضافة إلى تكون بقع بيضاء على اللوزتين، وقد حولني الطبيب المختص لعيادة الباطنية؛ لاعتقاده أن سبب التهاب اللوزتين الدائم هو حرقة المعدة وارتداد الأحماض المريئي، وبعد استعمال الدواء الخاص بالمعدة، تحسن وضع اللوزتين لكن بشكل بسيط، أصبح الالتهاب يأتي كل شهرين تقريبا، لكن أقل من السابق، وطلب مني الطبيب تحليل CBC وكانت نتيجة الهيموجلوبين 7.7، وبالنسبة للحديد فقد كان متدن أقل من 0.1، ولا أستطيع أن آخذ حبوب الحديد بسبب حرقة المعدة، ولذلك كتب لي الطبيب حقن الحديد Ferover .

هل ما أعاني منه أمر طبيعي بعد فقدان الشهية العصبي؟ خاصة أنني كنت سابقا جائعة دائما، وعصبية، وأرفض العلاج، ثم بدأت أستجيب لنصائح الأطباء، فماذا أفعل لأزيد مناعة جسمي؟ خاصة أنني ذات مناعة ضعيفة، وأمرض كثيراً، مع العلم أنني أرغب بالمحافظة على وزني، وأيضا هل سأستعمل أدوية المعدة مدى الحياة؟ خاصة أن الأحماض تصل الحلق، وقرأت أن ذلك يسبب السرطان

لقد بدأت حديثا بأخذ حقن الحديد المخفف بمحلول في المشفى، فهل سيصبح وضعي أفضل بوقت قريب؟ فأنا أعاني من قلة النشاط والتعب وتساقط الشعر، وبالنسبة لوضعي النفسي وتفكيري الدائم في المستقبل، والندم الشديد على ما مضى، فكيف أقنع نفسي أن المستقبل لا يزال أمامي؟ هل من إرشادات؟ أيضاً هل أرضي بحالي الآن ووزني؟ هل بداية نزول الوزن ستكون بداية لمشكلة نفسية جديدة؟

آسفة على الإطالة، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك العودة للصواب، وحسن العرض للسؤال، واحمدي الله على ما وهبك، واسأليه صلاح الحال، وتحقق الآمال.

وإذا كنت قد بلغت العافية، وتحسنت علاقاتك الاجتماعية مع من حولك، فلا مكان للتحسر على الأوقات التي ضاعت، خاصة بعد قولك أنها لم تكن بإرادتك، واعلمي أن الرجوع للوراء ليس فيه مصلحة، وأن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، ولكن المطلوب هو النظر للأمام والاستعانة بالله، فلا تقولي لو كان كذا كان كذا، ولكن قولي: قدر الله وما شاء فعل، وانطلقي للحياة بإيجابية، واعلمي أن لو تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان.

ونتمنى أن لا تستخدمي أي نظام غذائي إلا باستشارة الأطباء، أهل الاختصاص، وانتفعي من توجيهات مستشارنا وطبيبنا الدكتور محمد مازن -وفقه الله وسدده-، ولا تعطي موضوع الوزن والرشاقة أكبر من حجمه، وثقي بأن الانزعاج وما يصحب التقلب في النظام الغذائي من الهموم جزء من المشكلة، وسوف يوافيك الطبيب المستشار بما عنده، ونحن ندعوك للاستماع لتوجيهاته وتنفيذها، وأنت حسب قولك تحسنت بعد سماعك للتوجيهات الطبية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إلى الله، والتوكل عليه، والرضا بقضائه وقدره وقسمته بين عباده، واعرفي نعم الله عليك لتقومي بشكرها، فتنالين بشكرك المزيد، وتجنبي النظر إلى ما عند الأخريات، فنعم الله مقسمة، وقد قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-، والتوجيه لنا جميعا-: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى}، وإذا تتبع الإنسان ما عند الناس، تعب، وقد صدق من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يشفيك، ويوفقك، ويقدر لك الخير ثم يرضيك به.
---------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-،
وتليها إجابة: د. محمد مازن - تخصص باطنية وكلى-.
---------------------------------------------------
بالنسبة لآلام المعدة المزمنة طالما أن الحالة لم تتحسن على العلاج، يفضل المراجعة مع طبيب مختص بالأمراض الهضمية، وإجراء دراسة موسعة للحالة، مع إجراء التنظير الهضمي -إن اقتضى الأمر- لمعرفة التشخيص الأكيد، ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

وأما بالنسبة لفقر الدم المزمن، فإنه يمكن أن يكون بسبب التهابات المعدة المزمنة، وستتحسن الحالة تدريجيا -بإذن الله- عند علاج التهابات المعدة المزمنة بصورة جيدة، وعند تحسن فقر الدم الذي تعانين منه، ستشعرين بتحسن في الأعراض المرافقة من التعب العام وتساقط الشعر، وإليك بعض النصائح فيما يخص حموضة المعدة، إذ ينصح بما يلي:

تناول الطعام ببطء، مع المضغ الجيد؛ لأن ذلك يؤدي للهضم الجيد، وتجنب الحموضة والغازات.
تناول قطعة من الخبز، أو قطعة من البسكويت السادة صباحا على الريق، لأنها تساعد على تخفيف الحموضة المعدية الصباحية.
تجنب الأطعمة الدسمة والمقليات، والأطعمة الغنية بالبهارات، أو الفلفل والشطة.
تناول وجبات صغيرة ومتعددة، عوضا عن وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة.
التخفيف قدر الإمكان من المشروبات الغازية، والقهوة والشاي.
التخفيف من شرب السوائل أثناء وجبات الطعام.
عدم النوم بعد الطعام مباشرة، وإنما الانتظار على الأقل من ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد آخر وجبة.
ارتداء الملابس الواسعة، لأن الملابس الضيقة تزيد من الضغط على المعدة، وتزيد من الارتجاع المريئي.
وضع مخدة أو اثنتين تحت الأكتاف عند النوم، لأن ذلك يساعد على تخفيف الارتجاع المريئي والشعور بالحموضة.

ونرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً