الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب جعلني أنعزل عن الناس بعد أن كنت اجتماعية، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 21 عاما، أعاني من اكتئاب، ووسوس قهري، وتوتر شديد، في صغري كنت شخصية اجتماعية جدا، ولكن منذ 4 سنوات أصبحت أعاني من الانطوائية الشديدة.

أيضا أعاني من كثرة النوم الذي يصل أحيانا إلى 16 ساعة، وقد يكثر عن ذلك، وأيضا أعاني من صداع وضربات سريعة في القلب، ولا توجد أسباب عضوية، وقد تناولت الكثير من الأدوية النفسية والعضوية ولكن لا نتيجة ملحوظة.

أيضا انعزالي عن الناس يزداد بمرور الوقت، ولا أستطيع أن أثق بنفسي، وأندم على أي قرار اتخذته مهما كان، وهذا يؤثر على دراستي، فماذا يجب أن أفعل؟ وهل يجب أن ألجأ لجلسات نفسية؟ أم أن العلاج وحده قد يأتي بنتيجة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

قطعًا الإنسان يتغيَّر ويتبدَّل من حيث مزاجه، وحتى شخصيته وسماته وطِباعه حسب المرحلة العمرية التي يمرُّ بها، والاستقرار النفسي حول المحاور التي تحدثت عنها غالبًا يحدث بعد الأربعين.

أنت -أيتها الفاضلة الكريمة- ما تعانين منه الآن هو نوع من القلق النفسي الذي أدَّى إلى الانطوائية الشديدة، وتسارع ضربات القلب، والصداع دليل على وجود قلق داخلي، وعدم ارتياح نفسي داخلي، وأعتقد أن مقابلتك للطبيب النفسي سوف تكون جيدة، وفي ذات الوقت يجب أن تُحقري فكرة الوسواس، لا تناقشي الوسواس، حقّريه، ولا تتبعيه.

والتوتر الشديد يتطلب منك أن تكوني معبِّرة عن نفسك، ولا تحتقني، ولا تتركي الأمور البسطة تتكاثر داخل نفسك ووجدانك، ممَّا يؤدِّي إلى نوع من القلق الداخلي المقنَّع والمكبوت، وهذا قطعًا يؤدِّي إلى المزيد من التوترات والانعزالية.

من المهم جدًّا أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية، وكذلك تمارين الاسترخائية التي تناسب المرأة المسلمة.

حاولي أن تنامي النوم الليلي المبكر؛ فهذا يُحسِّن من مستوى نومك، ويُقلل من ساعاته، فحين تنامين ليلاً مبكرًا تستيقظين لصلاة الفجر، ويكون النوم بين الصلاتين -صلاة العشاء والفجر- وهو الأفضل.

وفي فترة الصباح تجنبي النوم، واعملي تمارين استرخائية إحمائية، تناولي الشاي أو كوبًا من القهوة، واقرئي أذكار الصباح، وصلي ركعتي الضحى، وافتتحي يومك على هذا الأساس.

ربما تحتاجين لعلاج دوائي بسيط جدًّا، أحد مضادات القلق أعتقد أنها سوف تفيدك، فعقار مثل: (بسبار Buspar)، والذي يعرف علميًا باسم (بسبرون Busiprone)، إذا صبرت عليه فسيفيدك كثيرًا، والجرعة هي خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناول الدواء. هو من الأدوية البسيطة جدًّا، المضادة للقلق والمريحة جدًّا.

بالنسبة للصداع: فحاولي أن تتأكدي أن الأنف والأذن والحنجرة والأسنان كلها سليمة، وكذلك النظر، كما أنه من المهم جدًّا أن تنامي على شقك الأيمن، وأن تكون الوسائد أو المخدات من النوع الخفيف وليست كبيرة الحجم مرتفعة.

هذا هو الذي أنصحك به، وأريدك أيضًا أن تُحتِّمي على نفسك أن تكوني عضوًا فعّالاً في أسرتك، أن تأخذ المبادرات، هذا يُكسر حيز الانطوائية الشديدة، ويا حبذا لو انخرطت في أي عملٍ اجتماعيٍ، أو ذهبت مثلاً إلى مراكز ثقافية أو اجتماعية نسوية، أو مراكز تحفيظ القرآن للنساء، هذا كله يجعلك تدخلين في تفاعل نفسي واجتماعي إيجابي جدًّا، يعود عليك -إن شاء الله تعالى- بخير كثير.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً