الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي حساسة جدا تدعو على نفسها وتبكي، فماذا أعمل؟

السؤال

ابنتي تبلغ من العمر (8) سنوات، وهي من النوع الحساس جدا، وهذه الأيام بدأت تدعو على نفسها وعلى كل من تعرفه بالموت أو المرض، أو أي شيء سيئ، وهذا كلما تسمع أو تقرأ عن أي مرض أو حادث، وهذا يكون في نفسها، ولكن -للأسف- تجيء وتخبرني بكل كلمة تفكر فيها، وتبكي بشدة.

وعندما قلت لها: إن هذا طبيعي وسيزول، ولا تتكلمي بكل هذا؛ تبكي، وبطنها توجعها، وتشعر بالغثيان، ولا ترتاح حتى تقول كل دعوة أو فكرة سيئة في دماغها.

بدأت أيضا تفكر في الموت ويوم القيامة، وتخاف منه، ومن عذاب الآخرة، وبدأت تبكي كثيرا، ودماغها دائما منشغل في هذه الأمور.

فماذا أعمل؟ أرجو أن تفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا عن حال ابنتك -حفظها الله ورعاها-.

من المرجح أن كل هذه الأعراض عند طفلتك أعراض قلق، وشيء ما يُشعرها بالقلق وعدم الاطمئنان، وعلى الوالدين أن يستفيدا من هذا القلق وهذه الأعراض، فقد تنبهنا لشيء ما يحدث في حياة الطفلة، ربما لم ينتبهوا إليه من قبل.

ليس غريبا أن يشعر الأطفال في هذا العمر بالقلق، ولأسباب كثيرة، سواء كانت داخل الأسرة أو المدرسة أو غيرهما.

المهمة الأولى: أن تعملوا على مراجعة كامل جوانب حياة الطفلة، ووضعها العام في البيت والمدرسة وغيرهما من المواقف والظروف الاجتماعية.

- هل هناك ما يعرض هذه الفتاة لشيء مزعج؟ علينا أن نفكر بكل الاحتمالات التي تخطر في بالنا، وحتى الأمور التي لا تخطر عادة في بالنا.

- هل الطفلة في حالة من الأمان في كل جوانب حياتها، أم أن هناك من يعرضها لما يزعج أو يؤذي؟

- هل هناك خلاف كبير في الأسرة؛ مما يجعلها خائفة وقلقة وشديدة الحساسية؟

- هل هناك ما يزعجها في المدرسة؟ وللجواب على هذا السؤال أنصحكم بالتواصل مع الأخصائية النفسية أو المشرفة في المدرسة.

- هل الطفلة في صحة بدنية طيبة؟

وهكذا نمرّ على كل جوانب حياة الطفلة، ولا نترك أمرا إلا ونفكر فيه، ونتأكد من سلامة الطفلة.

ومما يفيد جدا أن تقتربي منها أكثر، كونك أمها، وهي بطبيعتها تتحدث معك عما في ذهنها، فهذا أمر جيد، ولكن حاولي أن تستمعي ليس فقط لكلماتها، وإنما عاطفتها ومشاعرها، وما تحاول أن تقوله، فربما لم توفق في التعبير عما في نفسها بشكل دقيق.

وهكذا كما ترون أننا نستفيد من هذا القلق على أنه العرض وليس المرض وليس المشكلة، فقد تكون المشكلة في جانب آخر. ولا بأس أن تطلعوا على أحد كتب التربية ككتابي (أولادنا من الطفولة إلى الشباب) وهو متوفر عندكم في مكتبة جرير.

وفقكم الله، وحفظ الله طفلتكم من أي سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً