الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الأدوية النفسية التي تتفاعل مع بعضها لعلاج الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في مشكلتي، أنا أعاني من الوسواس القهري منذ مدة طويلة، وذهبت إلى الطبيب، فوصف لي الفيفارين 200، لمدة ستة أشهر، ثم زاد الجرعة إلى 250، لمدة ستة أشهر أخرى، ولا زالت الأفكار موجودة، ولكن مستوى القلق المصاحب للأفكار قل، ثم زاد الجرعة إلى 300، وإلى الآن أعاني من الأفكار، وأتعذب بسببها.

وبعد ستة أشهر نصحني شخص بالذهاب إلى طبيب آخر، فوصف لي بالإضافة للفيفارين 300، دواء الإنفرانيل 25، وأنا خائفة من خلط الأدوية، وأخاف من عدم فائدتها، فهل ينفع الدواءان معاً؟ وما الدواء الذي يضاف للفيفارين ليعطي فاعلية أقوى؟ علما أن نسبة التحسن 60٪.

أسأل الله العظيم أن يجزيكم الفردوس الأعلى لمساعدتنا، ورحابة صدوركم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الوساوس يجب ألا تُعالج فقط من خلال الأدوية، نعم الدواء ساهم مساهمة كبيرة في علاج الوساوس، وهو نعمة عظيمة، غيرت حقيقة مآلات العلاج في الوساوس، بمعنى أن الأدوية بالفعل حلَّت مشكلة كبيرة للناس، ونتاج العلاج الوساوس تحسَّنت كثيرًا بعد إدخال الأدوية الحديثة، لكن الإنسان يجب ألا يعتمد فقط على الدواء، ومن المهم جدًّا تحقير الوساوس ومقاومتها، وإهمالها تمامًا، وألا تدعي لها وقتًا أبدًا لتشغلك، والتطبيقات السلوكية الأخرى مهمة وكثيرة.

بالنسبة للـ (فافرين Faverin) هو من أفضل ومن أروع الأدوية التي تعالج الوسواس القهري، ومتى ما دعَّم الإنسان العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي يحسُّ أن فعالية الدواء أكثر، فاحرصي على ذلك.

الإضافة التي قام بها الطبيب إضافة صحيحة لا شك في ذلك، لأنك قد وصلت إلى الجرعة القصوى من الفافرين، فبعد ذلك يرى الطبيب البحث عمَّا ما نسميه بالأدوية الداعمة أو المساندة، والأنفرانيل هو أحد هذه الأدوية، ويمكن أن يُعطى حتى جرعة خمسين مليجرامًا يوميًا بجانب الفافرين.

توجد قطعًا وسائل تدعيمية أخرى، مثلاً أن تُنقَّص وتخفض جرعة الفافرين لتصبح مائتي مليجرام يوميًا، ويُضاف لها كبسولة واحدة من الـ (بروزاك Prozac) عشرون مليجرامًا، هذا أيضًا أحد الوسائل.

إضافة عقار (رزبريدال Risporidal) بجرعة صغيرة أيضًا وجد أنه من الوسائل العلاجية الدوائية التي تُدعم فعالية الفافرين والأدوية المماثلة.

عمومًا أنا أقر ما ذهب إليه الأخ الطبيب، وفي ذات الوقت دعوتي لك صريحة وقوية جدًّا، وهي ضرورة مقاومة الوساوس وتحقيرها، وأعتقد أن نسبة تحسُّن ستين بالمائة هي نسبة معقولة جدًّا، ويمكن أن ترتفع وترتفع كثيرًا هذه النسبة إذا قمت بالتدعيمات السلوكية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً