الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العناد والبول اللاإرادي في سن الرابعة عشرة

السؤال

ابنتي عنيدة وعدوانية وكثيرة المشاكل، وتكره الكثير من الناس رغم أنها اجتماعية، ولكنها لا تتقبل النصح أو التوجيه الذي يقدم لها، وعمرها 14 سنة، وبسبب عنادها ومشاكستها أصبحت كثيرة المشاكل معي ومع والدها.
تعبت من محاولة إصلاحها ماذا أفعل؟

ومشكلتها الثانية:
أنها لا تزال تعاني من التبول اللاإرادي الليلي، وهي جريئة واجتماعية، ولا تعاني من أي مشاكل صحية، وترفض مراجعة الطبيب لهذا الأمر، فماذا أفعل أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لؤي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: لا بد من البحث عن الأسباب لمثل هذه المشاكل النفسية التي تتمركز حول الأطفال واليافعين، ومن تجربتنا المتواضعة نرى أن السبب ربما يكون في المدرسة أو الأسرة، أو في الطفل نفسه، وفي كثيرٍ من الحالات تتفاعل هذه العوامل الثلاثة مع بعضها البعض، لتؤدي إلى ما يُعرف باضطراب المسلك (وليس السلوك) عند الأطفال واليافعين.

كثيراً من الأطفال ينشئون كأطفال لديهم خاصية عن غيرهم، مثل الطفل الأول، والطفل الأخير، والطفل المعاق، والولد وسط البنات، والبنت وسط الأولاد، والطفل الذي يأتي بعد فترةٍ طويلة من عدم إنجاب، فلا أعرف أياً من هذه ينطبق على هذه الابنة العزيزة.

على العموم، بما أنها لا زالت تعاني من التبول اللاإرادي وفي هذا العمر، فقد يكون هناك سبب عضوي، كالتهابات المثانة، وبعض العيوب الخلقية، مثل عدم اكتمال نمو السلسلة الفقرية في مؤخرة الظهر، وعليه أرجو أن تُعرض على طبيب أطفال للتأكد من ذلك، وإذا لم يتضح وجود سبب عضوي، وكان السبب نفسياً، فإن هذا يدل على درجةٍ كبيرة من الاضطراب الوجداني والعصبي لهذه الابنة، وطرق العلاج بصفةٍ عامة تتمثل في تشجيع السلوك الإيجابي، وإضعاف السلوك السلبي، ويكون ذلك بتجاهل الصغائر، والتوجيه في حالة العيوب المتوسطة، والتوبيخ والعقاب التأديبي المتزن في حالات العيوب الكبيرة، وعليه أرجو تطبيق مبدأ الترغيب والترهيب، كما هو معروف .

ثانياً: بما أن هذه الابنة في مرحلة عمرية حرجة، وتطور وتكوين، فأرجو مساعدتها ببناء شخصيتها إيجابياً، وذلك يكون بإرشادها، وتوجيهها، وإعطائها الفرصة للمشاركة في قرارات الأسرة، وعدم الاعتماد على الآخرين، فهذا سوف يساعد كثيراً في بنائها النفسي .

هنالك بعض الأدوية التي سوف تساعد في تقليل عصبيتها، والتبول اللاإرادي لديها، وربما تخفف أيضاً من ميولها العدواني، والدواء الذي أود أن أرشحه يعرف باسم تفرانيل، وعليه أرجو أن تبدأ بجرعة 25 مليجرام ليلاً، لمدة أسبوع، ثم ترفع إلى 50 مليجرام، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

بجانب هذا العلاج الدوائي، أرجو من هذه الابنة ألا تتناول أي شاي أو قهوة أو حليب، أو المشروبات الغازية مثل الببسي وغيره، وخاصةً التي تحتوي على مادة الكافين، بعد الساعة السادسة مساءً، كما أرجو أن تتعود على مسك البول في أثناء النهار؛ حتى تُعطي فرصة للمثانة لاستيعاب كمياتٍ أكبر من البول، كما أرجو أن تحاول الجلوس في الحمام لفترة دقيقة أو دقيقتين بعد انقطاع البول، خاصةً قبل النوم، وذلك سوف يتيح فرصة لنزول البول المتجمع بصفةٍ كاملة.

كما أرجو أن تمارس الرياضة، خاصةً الرياضة المقوية لعضلات البطن والمثانة، مثل رياضة الحبل .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً