الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كبت الشعور بالرغبة الجنسية قد يؤدي للاحتقان، فهل لي تفريغه بالعادة السرية؟

السؤال

أحيانا تكون الرغبة الجنسية لدى الرجل ملحة جدا (دون مشاهدة أفلام وصور خليعة، مع أنه يغض البصر، ويحاول أن يشغل نفسه عن الأفكار الجنسية) وكبت هذا الشعور قد يؤدي للاحتقان، ودوالي الخصية، فهل عليه أن يقوم بممارسة العادة السرية في ذلك الحين -وليس عن لذة ومتعة إنما ليفرغ هذا الشعور، ويتفادى الأضرار الجسدية-؟

فمثلا قد يأتي هذا الشعور بين الحين والآخر، مرة في الأسبوع، أو الشهر، أو الشهرين، فأرجو الإفادة فيما يتعلق بالحلال والحرام، فقد قرأت أنه في هذه الحالة خصوصا يمكن للشخص أن يقوم بالعادة السرية دون تخيلات، ودون شيء آخر.

أرجو الإفادة في ذلك.

سؤال آخر: هل على الشخص الاستحمام بعد الجماع أو ممارسة العادة السرية، أم ماذا؟

سؤال أخير: كيف يمكن تفادي الغازات والانتفاخ خلال الجماع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاطف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: اعلم أخي الحبيب أن الشيطان لن يسلم لك الطريق لتصل إلى الله سالما، وإن مواجهته مطلب شرعي (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) ومن خطوات الشيطان معك أخي إيهامك بأن الكبت الجنسي الذي تعاني منه حله الأمثل العادة السرية، ويعقد لك مقارنة بينك وبين من يقع في الكبائر، ومن يرتكب الفواحش ليوهمك أن المعصية صارت الحل الأوحد لما تعاني منه، وهذا وهم أخي الحبيب.

ثانيا: من المقطوع به أن العادة ليست دواء ولا علاجاً، بل هي أداة لزيادة الشهوة لأنها -الشهوة- لا تموت بالمسايرة ولا بالمصاحبة.

ثالثا: الإسراع بالزواج هو الحل الأمثل، والزواج من امرأة صالحة بمؤنة يسيرة يعد الحل الواقعي الشرعي لك، ولن تعدم أسرة تعاونك على ذلك، ونذكرك أخي بأن السير في هذا الطريق يستجلب معونة الله عز وجل، فقد قال الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة حق على الله أن يعينهم: المكاتب الذي يريد الأداء، والمجاهد في سبيل الله، والناكح يريد أن يستعف".

رابعا: إذا لم تستطع الزواج فعليك بما يلي:

1- زيادة التدين عن طريق الصلاة (الفرائض والنوافل) والأذكار، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله عز وجل، ونذكرك بأن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة السليمة على الصلاة قال الله (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) فكل من اتبع الشهوة يعلم قطعا أنه ابتعد عن الصلاة، وبالعكس كل من اتبع الصلاة وحافظ عليها وأدّاها كما أمره الله؛ أعانه الله على شهوته.

2- اجتهد في الإكثار من الصيام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".

3- داوم على ممارسة نوع من أنواع الرياضة، فالرياضة تفرغ طاقتك وقوتك، وهذا يضعف تأثير الشهوة عليك.

4- ابتعد عن الفراغ بالعلم أو المذاكرة، أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، المهم أن لا تسلم نفسك للفراغ مطلقا، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.

5- ابتعد عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلم أن المثيرات سواء البصرية عن طريق الأفلام، أو السماعية عن طريق المحادثات، أو أيا من تلك الوسائل لا تطفئ الشهوة بل تزيدها سعارا.

6- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة؛ فإن المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهد في التعرف على الصالحين، واجتهد أن تقضي معهم أوقاتا أكثر في الطاعة والعبادة، والعمل المجتمعي.

7- تجنب الجلوس وحدك، ولا تخلد إلى النوم إلا وأنت مرهق تماما.

8- إذا تعثرت خطاك ابدأ من جديد، وجدد العزم، ولا تيأس من روح الله عز وجل.

خامسا: الاغتسال يكون بخروج المني، أو التقاء الختانين، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَمَسَّ الخِتَانُ الخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ).

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
__________________________________________
انتهت إجابة الدكتور أحمد المحمدي المستشار التربوي
وتليها إجابة الدكتور محمد مازن تخصص باطنية وكلى
__________________________________________

بالنسبة للشكوى من الغازات فهي عادة لا علاقة لها بالجماع، ولكن ربما لها علاقة بالتعرض للبرد أثناء الجماع، لذا فالنصيحة هي بتجنب التعرض للبرد أثناء الجماع، ومحاولة تدفئة الغرفة، أما بالنسبة للغازات بشكل عام فينصح بما يلي:

ينصح بالابتعاد عن الأطعمة الحارة كالفلفل والبهار والشطة والبصل والثوم، وكذلك التخفيف من الأطعمة الحامضة، والتخفيف من تناول الأشربة الغازية (بيبسي، سفن أب .........) وما شابهه.

من الأطعمة المساعدة على تخفيف غازات القولون: الكمون، يمكن إضافته مع الأطعمة، أو رش المطحون منه على الطعام، وكذلك البابونج، واليانسون والنعناع، والزنجبيل والحلبة، ويمكن استعمال الأدوية التالية عند اللزوم:

- duspatalin حبة مرتين إلى ثلاث مرات يوميا.

- disflatyl حبة بعد الطعام تمضغ مضغا مرتين لثلاث مرات يوميا، ويمكن تناولها عند اللزوم حتى بدون طعام، ولا ننسى نصائح الحكماء (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع) وكذلك النصيحة بعدم إدخال الطعام على الطعام، وإذا لم يتم التحسن فالأفضل المتابعة مع طبيبك لإجراء بعض التحاليل والدراسة اللازمة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً