الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد العودة للوطن وأهلي يضغطون علي للبقاء في الغربة!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب مغترب ببلد عربي، لكن الاغتراب سبب لي كآبة شديدة جدا، لدرجة أني أصبحت أفكر بالموت كثيرا, ولقد طلبت مني أهلي العودة للوطن لكنهم ضغطوا علي وقالوا لي لا تعود، وأنا أتمنى العودة اليوم قبل الغد، وأن أعمل بوطني، فكيف أعود؟ أدعو الله ليلا ونهارا أن يسهل وييسر لي العودة والعمل في بلدي، فالرزق على الله وليس على العبد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصبرك، وأن يصلح الأحوال، وأن يوسع رزقك، ويردك إلى أهلك، ويقدر لك الخير، ويحقق الآمال.

كنا نتمنى أن تذكر لنا مدة اغترابك عن بلدك، لأن مشاعر الشوق والرغبة في الرجوع إلى الأهل تكون في البداية، ثم يعتاد الإنسان ويكتسب أصدقاء وإخوان، ورب أخ لك لم تلده أمك، فاستعن بالله وتوكل عليه واصبر.

واعلم أن للسفر فوائد، والحياة تحتاج إلى تضحيات، وإذا رزق الإنسان بعملٍ في بلد فعليه أن يلزمه.

وأرجو أن تعلم أن أهلك يريدون لك الخير والمصلحة، رغم أن سعادتهم في أن تكون معهم، وهم أيضا يقدمون تضحيات ببعدك عنهم، والصبر عواقبه جميلة، فتسلح بالصبر، وأشغل نفسك بالذكر، فإنه أعظم دواء للاكتئاب والغم والأحزان (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وأكثر من دعاء يونس عليه السلام: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) قال العظيم بعدها: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) وهي ليست له خاصة، ولذلك قال الكريم يبشرنا: (وكذلك ننجي المؤمنين).

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بشغل نفسك بالمفيد، واشتغل بطاعة الكريم المجيد، وابحث عن رفقة تعينك على عبادة الرب الحميد، واجعل من طاعتك لله عيد، وتواصل مع موقعك وأعرض ما في نفسك يأتيك بحول الله وقوته التوجيه المفيد.

نسأل الله أن يوفقك ويصبرك ويحسن إليك، ومرحبا بك بين آبائك وإخوانك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً