الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني كثيراً بعد أن علقت أحلامي بموضوع لم يتحقق!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري (21) سنة، لم أكمل تعليمي بسبب ظروفي وبسبب الأمراض النفسية التي عانيتها، فقد لازمتني تلك الأمراض منذ طفولتي، وسبق لي أن ذهبت لأكثر من طبيب نفسي إلا أنني هذه المرة أجهل هل أنا مريضة نفسيا أم لا؟

بدأت القصة عندما تعلقت بموضوع ما منذ سنة، لا أحب ذكر الموضوع، لكنه يعنيني فقد سخرت اهتمامي كله له، وتمنيت أن يتحقق لأنني أرى سعادتي مرتبطة بتحققه، كنت أدعو الله بكل وقت حتى يتحقق، وبالفعل كان الموضوع على وشك الانفراج، وفرحت وعادت لي الحياة إلا أن الأمور تعقدت وفقدت الموضوع.

تسلل اليأس إلى قلبي وبدأت أشعر بالظلم وأن هناك من يقف بوجه سعادتي وأفسد الموضوع، وبالفعل هناك من حال دون تحقيق هذا الموضوع، أصبحت يائسة وأشعر بالقهر وتراودني نوبات الخوف أحيانا، وعند استذكار الموضوع أشعر بالضيقة أريد أن أنسى ولا أستطيع، فقد علقت سعادتي وأحلامي به، أحاول إخرج نفسي من هذا الموضوع وتجاهله وترك الأفكار السيئة.

ما يضايقني أنني لا أستطيع نزع هذا الموضوع من رأسي، كرهت الحياة، وأصبحت أتمنى الموت، وأشعر بالظلم، وعلاقاتي الشخصية صارت سيئة؛ لأنني أصبحت عصبية المزاج، عقلي مشغول بالأفكار السيئة حول هذا الموضوع، فما زال الأمر في نفسي حتى بعد فقدانه، أشعر بالقلق ونوبات الهلع والخوف أحياناً والضيقة والقهر عند تذكر الموضوع.

أهرب للنوم لساعات طويلة حتى أنسى الأمر ولكن لا جدوى، فهل أنا مصابة بالاكتئاب؟ وهل يجب علي اللجوء للعلاج النفسي؟ أرجوكم ساعدوني فحالتي تزداد سوءاً، وبدأت أفكر بالانتحار، وما يردني عن الانتحار هو خوفي من الله فقط، صبرت سنة كاملة على هذا الحال، وكل يوم أشعر بأنني أتدهور، الكثير قالوا بأنني أصبحت أعاني من الاكتئاب بعد أن تعقد الموضوع، ونصحوني بتناول حبوب مضادة للاكتئاب، ولكنني لست متأكدة هل ما أمر به اكتئاب أم ماذا؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل لك يشبه الفترة التي يمر بها الشخص عندما يتوفى شخص عزيز لديه، والمراحل النفسية التي يمر بها، وتختلف من شخصٍ لآخر، من خوف وغضب وإحساس بالظلم، لماذا حدث لي؟ ولوم الآخرين، وأحيانًا لوم النفس، وعدم نسيان هذا الشخص، وعادةً تستمر هذه الحالة لفترة، ثم ينسى الشخص، وتعود الحياة طبيعية، ولكن استمرار هذا الشيء (الحزن) لفترة طويلة، وبنفس عنفوانه يُصبح حالة مرضية، ويجب التدخل عندها، وأعراض الاكتئاب جزء منها.

هذه هي المنظومة كلها، وهذا بالضبط ما حصل لك، هذا الموضوع الذي علقت عليه آمالك وأحلامك وطموحاتك، ولكنه فشل، وبالنسبة لك هذا وفاء، ولذلك مررت بكل مراحل الحزن حتى الاكتئاب النفسي، ولذلك يجب عليك العلاج، أو عندما يصل لهذه المرحلة يستوجب العلاج، والعلاج الأساسي هو علاج نفسي وليس دوائيًا، وقد يتطلب الذهاب إلى معالج نفسي مقتدر، يعرف كيف يُساعدك على التخلص من هذا والعودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية مرة أخرى، وزرع الأمل، ومساعدتك على التخلص من المشاعر السالبة والمؤلمة، كل هذا ممكن من خلال العلاج النفسي والجلسات المتعددة، ومن خلال معالج نفسي كفؤ.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً