الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصلت إلى مرحلة التقاعد، وأحس باكتئاب وعدم رغبة في الحياة

السؤال

السلام عليكم
أعاني منذ شهور من اكتئاب وعدم رغبة في الحياة، وأحس دائمًا أني مخنوقة، ولا أريد أن أعيش، وأتمنى الموت!

كنت أشتغل، لكن عيني أتعبتني فترة فتركت الشغل، وقعدت في البيت، وهذا سن المعاش والتقاعد، وكنت متأقلمة أني سأجلس في البيت.

لا أعرف سبب الحالة التي أصابتني، وحتى لو خرجت، فإني بعدما أرجع إلى البيت أتضايق، وأحس باختناق، وأرغب في النوم بشكل متواصل، ولا أريد أن أقوم من السرير، ويوميًا أتمنى الموت!

علمًا أني لم أذهب لأي دكتور نفسي.

أرجو الرد، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lody حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما أنك كنت تعملين فترة طويلة حتى وصلت لسنِّ المعاش والتقاعد، فمعنى ذلك أن العمل مهم لديك.
كنت تتمنين أنك سوف تتأقلمين عندما تتركين العمل، ولكن من الواضح أنك لم تستطيعي التأقلم، ولا أدري ما هي مشكلة عينك، ولكنك إن استطعت أن تعالجيها، وأصبحت الأمور في العين إلى حدٍّ ما مستقرة، ولم تكن هناك مشاكل في موضوع العين؛ لأن المشاكل في العين ومشاكل البصر، هي من الأشياء التي تؤدِّي أيضًا إلى الاكتئاب النفسي؛ لأن البصر من نعم الله العظيمة ومن الأشياء المهمة في حياة أي شخص، وعند الخوف من فقده؛ في البداية قد يسبب اكتئابًا نفسيًا.

الآن تعانين من أعراض اكتئاب نفسي واضحة: تمني الموت، وزيادة النوم، وكما ذكرت هي محاولة للهروب، أرى أنك تحتاجين لأن تذهبي إلى طبيب نفسي لمعاينتك، ثم فحصك، ثم إعطائك العلاج اللازم.

إن كان ليس بمقدورك أن تذهبي إلى طبيب نفسي في الوقت الحاضر، فإنني أرى أن تبدئي في تناول دواء مضاد للاكتئاب، وطالما هناك نوم كثير؛ فتحتاجين لواحد من مضادات الاكتئاب التي لا تؤدِّي إلى النوم، وأفضل دواء مناسب لحالتك يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، عشرون مليجرامًا، كبسولة يوميًا بعد الإفطار في الصباح، وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، و-إن شاء الله تعالى- ستزول معظم هذه الأعراض في خلال شهر ونصف أو شهرين، وبعدها يجب أن تواصلي في تناول الدواء لفترة ثلاثة إلى ستة أشهر، حتى تختفي الأعراض كلها، وتعيشي حياة طبيعية، وبعدها يمكن التوقف عن العلاج، ولا يحتاج (البروزاك) للتدرُّج في التوقف من تناوله.

هذا، ولا تنسي الاستعانة بالله –تعالى- من خلال المحافظة على الصلاة، وذكر الله، وتلاوة القرآن، والدعاء، فإن شاء الله تُعيد الطمأنينة والسكينة إلى النفس، مع الأخذ بالأسباب، وهو تناول الدواء.

وفَّقك الله، وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً