الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحوني بالبروزاك لأمراضي النفسية وكم هي جرعته؟

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أستشيركم بخصوص الوسواس القهري والقلق، أنا أعاني من الوسواس، خاصة في الصلاة وتكرار أفكار دون السيطرة عليها، أيضًا أعاني من القلق وكثرة التفكير وبعض الأحيان أعاني من الرهاب الاجتماعي.

لكن كلها بنسبة ليست كبيرة، لكني لا أستطيع التخلص من الأفكار والقلق بشكل كامل؛ مما يؤدي إلى الشعور بالضغط، وعدم الشعور بالراحة، وتقلب المزاج كثيرًا، قرأت بموقعكم المحترم عن دواء بروزاك، هل تنصحوني به؟ وكم الجرعة المناسبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: أنت لديك استشارة سابقة بخصوص نفس هذا الموضوع، وأقول لك أنك بالفعل تعاني من وساوس، وساوس أفكارٍ، وشيءٍ من وساوس الأفعال، وهي تنحصر في الصلاة والدين، والوسواس له مكوِّن قلقي كبير جدًّا، ويؤدِّي إلى شيءٍ من الضجر وعدم الارتياح النفسي، وتقلُّب المزاج - كما ذكرتَ وتفضَّلتَ -.

نعم الـ (بروزاك Prozac) مفيد، وهو دواء عظيم جدًّا، عظيم في نفعه وفائدته، لكن قبل أن نتحدث عن البروزاك أو الأدوية الأخرى، أريدك أن تأخذ بالفعاليات العلاجية الأخرى، أن تجعل لحياتك معنى، أن تكون لك أهداف، أن تكون لك أنشطة، أن تُحسن إدارة وقتك، أن تلتزم بأمور دينك كلها، وأن تضع لنفسك أهدافًا في الحياة، مهمٌّ جدًّا هذا، على نطاق التميُّز الدراسي، على نطاق التطور المهني، وأن تلعب دورًا إيجابيًا في حياتك، والرياضة مهمة جدًّا، النوم الليلي المبكر دائمًا له فوائد عظيمة جدًّا على الإنسان، وكذلك التوازن الغذائي.

الوساوس - أيها الفاضل الكريم - تُقهر من خلال التحقير، التحقير التام، والتجاهل التام، والإصرار على قيام الضدِّ وفعله وتطبيقه، هذا يُسبِّبُ شيئًا من القلق في بداية الأمر، لكن بعد ذلك سوف يبدأ هذا القلق في الانحسار، ويومئذٍ يفرح المؤمنون.

إذًا اجعل هذا منهجك، البروزاك دواء رائع، ورائع جدًّا، وسليم، عليك بالالتزام بجرعته، ابدأ بكبسولة واحدة (عشرين مليجرامًا) يوميًا، تناولها نهارًا بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها كبسولتين يوميًا - أي أربعين مليجرامًا - وهذه هي الجرعة العلاجية التي تناسب حالتك وكذلك عمرك، استمر على هذه الجرعة (كبسولتين) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

لا بد - أيها الفاضل الكريم - أن تأخذ كل المكونات العلاجية مع بعضها: العلاج الإسلامي، والعلاج السلوكي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الدوائي، ضعها وخذها في بوتقة واحدة وطبِّقها جميعًا، وسوف يأتيك خير كثير -إن شاء الله تعالى- .

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً