الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رعشة وخفقان في القلب عند مواجهة الجمهور من الناس من جهة الرقبة

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعرف أن المشكلة التي سأعرضها يحملها الكثير غيري، ولكن ما لا أعرفه هو السبيل لحلها، وتفادياً للإطالة، فإن مشكلتي هي أنه عندما يتعين علي القيام بمواجهة جمهور بإلقاء كلمة مثلاً، أو إبداء رأي أو غيره، فإن رأسي (وأظن ذلك من جهة الرقبة من الخلف) يبدأ بالارتعاش، الأمر الذي يكون ظاهراً للعامة، فيسبب لي الخجل، وهذا فضلاً عن باقي الأعراض الأخرى من خفقان القلب والجسم معاً، حيث أنني أستطيع أن أرى جسمي ينبض ( وبالأخص جهة المعدة) مع نبضات قلبي، وهذا كله يسبب لي الاختناق، بل إني الآن بمجرد علمي بواجب القيام بمواجهة الجمهور لأي سبب يكون، فإن الضيق ينتاب صدري .

هذه الأعراض لم أكن أعاني منها من قبل، فضلاً عن أنني لست بالشخص الخجول، وحتى الأعمال التي أخجل من فعلها، فإن الجرأة التي لدي كافية لفعلها.

أجيبوني عسى الله أن ينفعني بما تقولون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذه الحالة التي تعاني منها تُعرف باسم المخاوف أو الرهاب الاجتماعي، وفي حقيقة الأمر يصعب على المريض مواجهة الجمهور؛ لأنه يظل تحت الانطباع أن الآخرين يراقبونه أو أن مكروهاً سوف يحدث له في أثناء هذه المواجهة .

لقد أُجريت أبحاث على الكثير من هذه الحالات، واتضح أن اعتقادهم بأن الآخرين يراقبونهم هو خطأ بنسبة 75%، وعليه أرجو أن تعرف هذه الحقيقة جيداً .

أما بالنسبة لعلاج المخاوف، فإننا ننصح بالمواجهة، فهي خط من خطوط العلاج الأساسية، مهما كانت صعبة في بدايتها، وتكون هذه المواجهة في الخيال أولاً، بمعنى أن تتخيل أنك في موقف اجتماعي صعب، كأن طُلب منك أن تقوم بإلقاء خطبة الجمعة أو الصلاة بالناس لأن الإمام المعهود لم يحضر، ويجب أن تستمر في هذا الخيال وأنت مستلقٍ، لمدة لا تقل عن نصف ساعة في اليوم، ويا حبذا لو قمت بهذه التمارين مرتين أو ثلاث في اليوم، ويمكن أن تمتد هذه التمارين الذهنية بأن تضع بعض الكراسي في البيت، وترتبها كأن عليها أشخاص جالسين، ثم تتخيل أنك تخاطب هذه المجموعة، وهكذا، ثم تنتقل إلى التطبيق العملي، بأن تذهب في زياراتٍ إلى من تعرفهم، وتكون مهيأ نفسك أنك سوف تتحدث في موضوع ما معهم، وتكون أنت الذي تقود المجلس، فهذا أيضاً من المواقف التي تساعد كثيراً.

توجد الآن أدوية علاجية، ننصح باستعمالها في حالة الرهاب الاجتماعي، ومن أفضل هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم زيروكسات، وتبدأ بجرعة 10 مليجرامات نصف حبة ليلاً، لمدة أسبوع، ثم ترفعها بواقع نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وتستمر على هذا المنوال لمدة أربعة أشهر على الأقل، ثم تبدأ في تخفيض الجرعة بواقع نصف حبة كل أسبوعين أيضاً حتى تتوقف عنها تماماً، وسوف تجد إن شاء الله أنك قد استفدت كثيراً واختفى الرهاب الاجتماعي تماماً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً