الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب شديد، هل تنصحونني بعلاج أو زيارة طبيب؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذه الفرصة، فأنا في حيرة من أمري.

في سن الـ 23 كنت أعاني من اكتئاب شديد، زرت طبيباً نفسياً صنف حالتي على أنها وسواس قهري، وأنا أعاني منه فعلاً، لم أكن مقتنعاً بالعلاج، وساءت حالتي فذهبت إلى طبيب صنف حالتي على أنها اكتئاب أيضاً، وأهملت العلاج.

عندما ساء الحال فعلاً قررت أن ألتزم بالعلاج فذهبت إلى طبيب صنف حالتي على أنها اضطراب ثنائي القطب، خاصة وأنه لي أخ يعاني من نفس المشكلة على يد نفس الطبيب، ما جعله يرجح أن هذه هي حالتي.

تعالجت لأكثر من سنتين، لكن لم أشعر أن حالتي في تحسن! فقررت أن أوقف الأدوية وأن ألجأ إلى الله وتنظيم أفكاري، ونجحت في ذلك لمدة سنة ونصف، ولم يكن يظهر سوى الأعراض الوسواسية التي تابعتها مع معالجة نفسية.

بعد انقضاء السنة والنصف، بدأت تظهر من جديد أعراض نفسجسدية، وهبوط حاد في المزاج، فعدت لزيارة نفس الطبيب الذي أصر على أن حالتي هي اضطراب ثنائي القطب.

أما معالجتي النفسية رفضت ذلك كونها لا ترى أني أعاني من تأرجح في المزاج، وبرأيها أن قدرتي أن أتوقف عن الأدوية لمدة سنة ونصف تستبعد احتمال إصابتي في المرض.

أحببت أن أستشيركم، ما رأيكم؟ من أصدق!؟ وهل تنصحوني بزيارة طبيب آخر؟ فأنا لا أعاني من حالات هوس، وإنما هدوء نفسي في فترة، وهبوط مزاج قوي مع أعراض نفسجسدية في وقت آخر.

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على هذا السؤال الدقيق، والمهم لتوضيح بعض الحقائق في الفرق بين الاكتئاب والوسواس القهري من جهة، والاكتئاب أحادي القطبية والاكتئاب الذي يكون ثنائي القطبية.

أحيانًا الاكتئاب العادي تُوجد له أعراض وسواس قهري، وأحيانًا الوسواس القهري تُوجد به أعراض اكتئابية، وهذا يُحدث الخلط، هل الأساس هو اكتئاب نفسي أم وسواس قهري؟ وقد يكون أحيانًا الفرق فرقًا أكاديميًا، لأن العلاج في كلا الحالتين هو مضادات الاكتئاب، الوسواس القهري يُعالج بمضادات الاكتئاب، وطبعًا الاكتئاب يُعالج بمضادات الاكتئاب.

أما الشيء المهم فهو أن نُفرِّق بين الاكتئاب أحادي القطبية، والاكتئاب الذي هو جزء من اضطراب وجداني ثنائي القطبية: الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية نوعان:

- حدوث اكتئاب نفسي مع حدوث نوبة هوس واضحة وصريحة.
- حدوث اكتئاب مع حدوث نوبة هوس خفيفة لا تستمر لمدة أسبوع، عادةً تكون أقل من أسبوع.

على أي حال: الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية سواء كان الأول أو الثاني فهو يُعالج بمثبتات المزاج، وكونك أخذت فترة ولم يحصل لك انتكاسة فهذا لا يعني أنك لا تعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

جود العامل الوراثي مهم، ولكن لا يتم التشخيص إلَّا إذا كان عندك الأعراض التي تكون وُفق المعايير العالمية للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

لا أدري هل المعالج النفسي الذي يُعالجك هو مختص طب نفسي، أو مختص نفسي، فالتشخيص – يا ابنِي – هذا من صلاحية الطبيب النفسي، الطبيب النفسي هو الذي يقوم بالتشخيص، ومن ثم إمَّا إعطاء الأدوية أو العلاج النفسي، يمكن أن يقوم به هو، أو أن يقوم به المختص النفسي.

أنصحك أن تقوم بمقابلة اختصاصي أو استشاري طب نفسي آخر لتشخيصك التشخيص الصحيح، ومن ثم إمَّا النصح بمواصلة العلاج النفسي، أو إذا كان عندك اضطراب ثنائي القطبية بإعطائك مثبتات للمزاج.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً