الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب حدوث الإجهاض المتكرر؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنة، وعمري 23 عاماً، حملت أول مرة بعد زواجي بشهر، ودام الحمل 10 أيام من انقطاع الدورة، وكان هرمون الحمل 22، وبعد 6 أشهر حملت مرة ثانية، ودام حملي 3 أشهر، ولكن لم يتخلق جنينًا، وبقي الكيس والمشيمة تكبر حتى عملت عملية تنظيفات، وتشخيص حملي أنه كان عنقوديًا جزئيًا، وكنت أتابع هرمون الحمل كل أسبوع، ولكنه كان يومًا يرتفع الضعف، و10 أيام يرتفع شيئًا بسيطًا، ولم يكن منتظمًا.

مع العلم أني عملت فحصًا للغدة الدرقية والنخامية وهرمون الإباضة وهرمون الأنوثة وتخثر الدم، وكانت طبيعية، وحجم البويضة عندي 23، وحملت طبيعيًا بدون أية أدوية.

لماذا حصل لي إجهاض مرتين؟ وهل ممكن أن يتكرر معي إجهاض ثالث؟ وهل فحص تخثر الدم في الجسم عامة يختلف عن فحص تخثر الدم في الرحم؟ وكيف ممكن أتجنب الإجهاض؟ وماذا أعمل؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كارمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

بما أن الحمل الثاني كان حملًا عنقوديًا, فهنا ننصح بألا يتم حدوث الحمل مجددًا إلا بعد مرور سنة كاملة على إجهاضه؛ والسبب هو ضرورة التأكد من أن جسمك قد تخلص من كل آثار ذلك الحمل العنقودي, فلو حدث حمل قبل مرور السنة, فقد يصعب معرفة هل ارتفاع هرمون الحمل قد نتج عن نشاط خلايا الحمل العنقودي أم عن خلايا الحمل الجديد؛ لذلك ننصح بأن تستخدم السيدة طريقة مضمونة لمنع الحمل لمدة سنة كاملة بعد إجهاض الحمل العنقودي، وأفضلها طريقة حبوب منع الحمل.

وأغلب حالات الإجهاض المبكر لا تكون ناتجة عن سبب مرَضي, وهي قد تحدث عند أي سيدة, وسببها غالبًا حدوث خلل في انقسام صبغيات المضغة في المراحل المبكرة من التطور، وهذا الخلل يحدث بشكل عشوائي, ولا يمكن منعه؛ ولذلك فقد يحدث الإجهاض عند أي سيدة, حتى لو سبق أن أنجبت بشكل طبيعي.

أما الحمل العنقودي, فهو ينتج عن خلل في مرحلة الإلقاح بين البويضة والحيوان المنوي, وهو أيضًا خلل عشوائي, أي أنه يحدث مصادفة, ولا يدل على وجود مشكلة؛ لذلك لا داعي للقلق من الآن, وأكرر نصيحتي لك بالانتظار سنة قبل حدوث الحمل من جديد، مع تناول حبوب (الفوليك أسيد) قبل حدوث الحمل القادم بثلاثة أشهر على الأقل.

بالنسبة لتحاليل تخثر الدم وتخثر الرحم, فإنها متشابهة, فما يزيد من تخثر الدم في أوعية الجسم, سيزيد حتمًا من تخثر الدم في أوعية المشيمة خلال الحمل.

نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقرّ به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عدلان

    آمبن يارب العالمين اللهم ارزقنا ذرية صالحة و بارك الله لكم على هاته المعلومات القيمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً