الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرسلت له صوري فصار يهددني ولا أدري ماذا أفعل!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا فتاة مهووسة بمواقع التواصل الاجتماعي كما هو حال شباب اليوم, في الماضي كنت أقطر براءة، فحسبت كل الناس ملائكة؛ لذا ارتكبت الخطأ الذي يمكن أن يقلب حياتي رأسا على عقب، قمت بإرسال صوري لشاب أكبر مني بقليل، وبعد فترة من الزمن بدأت أدرك ما يجري حولي، وتوقفت عن إرسال الصور لأي شخص إلا الأقرباء، ومن وضعت فيهم ثقتي، فغضب هذا الأخير، واختفى لمدة خمسة أشهر، وبعدها ظهر مجددا يهددني بإفساد حياتي -حسب أقواله- مع وابل من الشتائم.

أنا الآن أعيش حالة رعب دائمة، خاصة من عائلتي التي ستقتلني إذا حدث شيء ما، ولم أعد أرغب في العيش بعد الآن، ولا أدري ماذا أفعل!

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ chacha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، وأن يحقق الآمال.

لقد أسعدنا تواصلك، وأفرحتنا ثقتك في موقعك، ونؤكد لك أن كل من في الموقع من مستشارين ومستشارات يشرفون بخدمتكم، وهم لكم في مقام الآباء والأمهات، وننصحك بأن لا تضعفي أمام تهديداته، ولا تعالجي الخطأ بالأخطاء، واستعيني بالله، وتوكلي عليه، وتوقفي عن إرسال الصور للغريب أو القريب؛ فالصور من الأسرار، والإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أو نشره أصبح ملكا لغيره.

وأرجو أن تتوبي مما حصل، واعلمي أن التوبة تجبّ ما قبلها، ثم أكثري من الحسنات الماحية؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وهن أسرع وسيلة لتصحيح صورتك عند أهلك والناس، وإذا شاهد الناس منك الطاعات؛ فلن يصدقوا ما يسمعون من الدعايات، وثقي بأن الله يدافع عن المؤمنات، واعلمي أن المجرم لن يجرؤ غالبا على نشر الصور؛ لأن في ذلك إساءة له، وقد تجلب له المساءلة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر دعوتنا لك بطي الصفحة، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل؛ فجددي التوبة، وأكثري من الاستغفار، والتلاوة، والأذكار، وكل ذلك مما يغيظ عدونا الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، وانتبهي فللشيطان مكايد ومصائد وحيل، فقد ييئسك من التوبة، وقد يحرضك على الاستمرار في تقديم التنازلات، وربما خوفك من الناس، فاجعلي خوفك من رب الناس، وقدمي رضاه، وإن سخط الناس، فإنه سبحانه إذا رضي عنك؛ أرضى عنك الناس، وألقى لك القبول في الأرض، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}.

ونحن نشجع اتخاذ الوسائل القانونية المناسبة لردعه، وعلى بانتنا إخطار من تتوقع نصرته من محارمها، ونترك تفاصيل ذلك لك -يا ابنتنا- علما بأن استقامتك وصلاحك من أهم وأكبر ما يشفع لك، بالإضافة إلى البراءة التي كنت تتعاملين بها حتى مع أقاربك، ونسال الله أن يحفظك.

وفقك الله، وسدد خطاك، وستر عليك، وتولاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً