الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكون الحمل خارج الرحم سبباً للإجهاض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة أرسلت لكم الاستشارات السابقة رقم: 2297891 _ 2291232 _ 2291226، الدورة الأخيرة لي كانت بتاريخ: 11/11/2015، ذهبت للطبيب بعد تأخر الدورة لمدة 5 أيام، وتم عمل تحليل حمل في الدم كانت نتيجته إيجابية، ورقم الهرمون 73.5، ولكن الطبيب لم يجد كيس الحمل، فوصف لي حقن مثبتة، ثم المتابعة بعد 10 أيام لرؤيه كيس الحمل، وصرف لي دواء الضغط بسبب ارتفاع ضغط الدم.

في يوم 20/12/2015 كنت أعاني من ألم شديد أعلى الأرجل، ونزلت علي إفرازات بنية ثم دم خفيف جداً في نهاية اليوم، فذهبت للدكتور للاطمئنان، وأثناء الفحص لم يجد كيس الحمل، فطلب مني عمل تحليل عددي للحمل، وأشعة على البطن، فأجريتها وكانت نسبة الهرمون 104، واشتباه في وجود كتلة 2 سم على الجانب الأيمن، فوصف لي حقنة مسيثوتريكسيت لكون الحمل خارج الرحم، ولكنني لم أشعر بالاطمئنان، فعرضت الأشعة والتحاليل على طبيب آخر، لأنني لا أعاني من أي ألم سوى ألم بسيط في البطن أحياناً، وكان عنق الرحم مفتوحاً بسبب عمل الأشعة المهبلية.

طلب الطبيب عدم التسرع لكون نسبة الهرمون ضعيفة جداً ولم تتضاعف، وأظهرت نتيجة الأشعة التلفزيونية للمهبل وجود جزء مكحوت من جدار الرحم، وعدم ظهور كيس الحمل، وطلب مني التوقف عن أخذ أي دواء، والانتظار لمدة أسبوع ثم الرجوع إليه في حال نزول الدم، أو حدوث أي وجع، ولكن الإفرازات البنية استمرت في النزول، وفي تاريخ: 25/12/2015 نزل دم غزير دون تكتلات، وأجريت تحليل دم عددي في اليوم التالي، وكانت نسبته 47، فأخبرني أنه لا يوجد حمل خارج الرحم كما ظهر في الأشعة، ولا اشتباه في تجمعات دموية خارج الرحم، وأنه كان مجرد حمل ولم يكتمل، ووصف لي أدوية hibiotic و methergin.

ما زال ينتابني القلق من احتمال وجود حمل خارج الرحم، فلم ينزل علي أي دم أسود أو تكتلات إلا ليوم واحد فقط، وبعد أخذ جرعة الدواء، فهل فعلا الحمل خارج الرحم لا ينزل له دم من الرحم كما أخبرني الطبيب؟ علما بأنني لا أعاني من أي ألم حاد سوى ألم في الظهر من الجانب الأيسر حالياً، فهل أعرض الأشعة على طبيب آخر؟ وهل كان الحمل داخل الرحم أم خارجه؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك مما حدث معك -يا ابنتي-، ولك العذر في ذلك، لكن وبغض النظر عما حدث معك، فأحب أن أقول لك: بأن مجرد حدوث الحمل عندك هو علامة مطمئنة ومبشرة -بإذن الله تعالى-، لأن ذلك يدل على أن الإباضة تحدث، وأن الأنابيب سالكة، وأن السائل المنوي عند زوجك مخصب -بإذن الله تعالى-.

وبكل وضوح وصراحة أقول لك: من الصعب الآن تحديد ما الذي حدث عندك، فكلا الاحتمالين وارد، بمعنى آخر: قد يكون ما حدث عندك هو حمل داخل الرحم، لكنه أجهض بشكل مبكر جداً، وقبل المرحلة التي يمكن رؤية كيس الحمل في الرحم بالتصوير، أو قد يكون حدث حمل خارج الرحم، وأيضا قد أجهض مبكراً جداً.

والسبب في صعوبة تحديد ما حدث هو: أن أول تحليل لهرمون الحمل كان منخفضا جداً، وهو ما يعني بأن الحمل وقتها كان مبكراً جداً، وكون هذا الرقم لم يتضاعف، فهذا يعني بأن الحمل عندك لم يكن سليماً، وكونه بدأ بالانخفاض فهذا يدل على أنه لم يتمكن من النمو، بل أخذ بالاضمحلال أو بالإجهاض، لذلك وحتى لو افترضنا بأنه كان حملا خارج الرحم، فبما أن التحليل الأول كان منخفضا جداً وبدأ بالانخفاض أكثر، فيمكن القول بأن الأمورعندك تبدو مطمئنة -إن شاء الله- ولا داعي للقلق، فما حدث عندك هو إجهاض مبكر جداً لحمل مبكر جداً، وسواء كان قد حدث في الرحم أو خارج الرحم، فإن الأمور تسير على ما يرام، ولا داعي لعمل أي شيء الآن، ولا أهمية لشكل الدم الذي نزل، لكن يجب الاستمرار في عمل تحليل الحمل في الدم إلى أن يصبح سلبياً، وهذه هي النقطة الهامة التي يجب الانتباه إليها الآن.

أسأل الله -عز وجل- أن يعوضك بكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً