الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أريد أن أعود إلى الفاليوم رغم تحسني عليه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عمري 22 سنة، وفي السنة الماضية كنت مدمنا على دواء الفاليوم، وكنت أشتريه من السوق السوداء دون استشارة طبية بحثا عن الراحة النفسية، وفعلا وجدتها بهذا الدواء، وقد بدأت بجرعة حبتين إلى 3 حبات في اليوم أي 30 ملغ، إلى أن وصلت إلى جرعة 10 حبات أي 100 ملغ -عافانا الله وإياكم-.

وبعد معاناة مع الإدمان استطعت -وبفضل الله- وبمساعدة أحد الأقارب وبمتابعة طبيب نفسي من التخلص من إدمان الفاليوم رغم قساوة أعراض الانسحاب، وتم تعويض الفاليوم بعدة أدوية منها Alpraz، وذلك بالتدرج في الجرعة وأخد العلاج تقريبا لمدة 3 أشهر حتى تخلصت من الإدمان كليا.

وكذلك وصف لي الطبيب دواء Cilentra لعلاج الاكتئاب والوسواس الذي أعاني منه بعد الانتهاء من علاج الإدمان بجرعة حبة واحدة في الصباح، لكنه لم يعطِ أي نتيجة في علاج الاكتئاب والوسواس، عندها قام الطبيب بتغيير الدواء بـ No-dep، عند بدايتي لأخذ دواء نو ديب (شهر يوليو 2015) وبعد مرور شهر أحسست ببعض الراحة النفسية، وبعد مرور 3 أشهر إلى 4 أشهر تعالجت من الوسواس، ونفسيتي أصبحت عادية، وكنت راضٍ عن النتيجة، وقال لي الطبيب أن أستمر في أخذ الدواء، وأقوم بزيارته كل شهرين، وعند ذهابي لآخر موعدٍ وجدت الطبيب الذي يتتبع حالتي قد ذهب إلى فرنسا للعمل هناك، هنا حدثت المشكلة.

توقفت عن أخذ دواء No-dep لمدة أسبوع تقريبا، وعند رجوعي لأخذ الدواء اضطربت نفسيتي مجددا وعاد مرض الوسواس.

الآن أصبحت أعاني من الأرق، فعندما أذهب إلى النوم أجد صعوبة في ذلك، وفي الصباح الباكر عندما أستيقظ لا يمكنني العودة للنوم مجددا.

أصبح تركيزي سيئا جدا، وأصبحت أعاني من القلق والتوتر، وبرودة في اليدين والأرجل، واضطراب في البطن، وعدم الراحة، والرغبة في البكاء في بعض الأحيان، والإحساس بمراقبة الناس لي، والانزعاج من الأصوات المرتفعة، ولكن الشيء الإيجابي هو أنني لا أعاني من هذه الأعراض بشكل دائم بل من حين لآخر.

لا أريد العودة لدواء الفاليوم رغم أنه هو الدواء الوحيد الذي أجد فيه الراحة النفسية وبسرعة.

وللعلم أنا مواظب على الصلاة والحمد لله، أتمنى أن أجد حلا في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمدُ لله الذي عافاك من إدمان الـ (فاليم Valuim)، ونصيحتي لك ألا ترجع إليه أبدًا، فإدمان الفاليم قد يُسبب مشاكل نفسية أكثر تعقيدًا وصعوبة، والحمدُ لله الذي وفقك على التخلص منه، وأحيانًا بعض الأعراض الانسحابية عند إدمان الفاليم قد تستمر لفترة طويلة من الوقت، ولكن ليس الحل هو الرجوع إليه، لا ترجع إلى الفاليم أبدًا، فإنه قد يجُرَّك إلى مشاكل أخرى لا قِبل لك بها.

أما بخصوص النوم؛ فإني أنصحك بأخذ دواء يعرف تجاريًا باسم (ريمارون REMERON)، ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) 15 مليجرام، تتناول حبة ليلاً، فهو يُساعد على النوم، وهو مضاد للاكتئاب، ويُساعد أيضًا في علاج القلق، يمكن أن تستخدمه يوميًا، لا يُسبب الإدمان على الإطلاق، ويمكن أن تستمر فيه لمدة شهرٍ ونصفٍ أو شهرين، وبعدها يمكن التوقف عنه دون تدرُّج.

والحمدُ لله أنك مواظب على الصلاة، ورجلٌ متدين، وأيضًا ننصحك بالرياضة، رياضة المشي مفيدة جدًّا للاسترخاء النفسي ولإزالة القلق.

أشياء أخرى ننصحك بها في موضوع النوم:

• يجب تجنب تناول المنبهات مثل الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا أو الشيكولاتة فترة المساء.
• يجب ألا تنشغل بمشاكل اليوم قبل النوم.
• يجب أن تنام في ساعة محدَّدةٍ.
• أطفئ الأنوار، وحاول ألا تأخذ معك مشاكل اليوم إلى فراشك.
• توضأ وصلِّ ركعتين، والتزم أذكار النوم.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً