الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تعود الوساوس بعد التوقف عن العلاج النفسي؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 26 سنة، لدي أعراض الوسواس القهري، وأيضا وسواس الأمراض، وأصبت بارتفاع ضغط الدم، وحاليًا أستخدم علاجا له، فذهبت للدكتور وصف لي حبوب سيتالوبرام 10 ملغ حبة مساءً، وقال لي استمر عليه شهرا أو أكثر.

سؤالي: كم أستمر عليه؟ وما هي فترة العلاج والجرعة البدائية والعلاجية والوقائية؟ وهل لهذا الدواء أعراض جانبية؟ حيث قال لي الدكتور إنه غير إدماني وتستطيع تركه متى شئت، وأنه علاج ممتاز، وهل يعود الوسواس بعد التوقف عن العلاج لأني سمعت أنه بعد التوقف عن العلاج سترجع الأعراض، وتنتكس مرة أخرى.

أرجو النصيحة والإجابة.

السؤال الثاني: قبل فترة أحسست بخفقان في ضربات القلب وصلت إلى 116 ضربة في الدقيقة ووصف لي الدكتور دواء تيلديم 60 ملغ، وحاليًا النبض 80 إلى 85 نبضة في الدقيقة، ولكن لدي إحساس بالنبض، وأرى النبض واضحًا في منطقة البطن، وعند النوم أحيانًا وليس دائمًا أحس وأسمع النبض في رأسي.

مع العلم أنني شخصية موسوسة وأخاف من الامراض، وأفكر طوال الوقت، فهل هذا طبيعي؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يا أخي الكريم: تعاني من أعراض الوسواس القهري والمخاوف الوسواسية، وهي عادة تكون بسبب الخوف من المرض، وهذا واضح من خلال اهتمامك الشديد بالأمراض المختلفة، وقبل الكلام عن العلاج الدوائي استالبرام أعرج على الفقرة الأخيرة من استشارتك، وذكرك لبعض الأعراض التي تعاني منها مثل خفقان القلب، وقياسك للنبض من 80 إلى 85، وإحساس بالنبض في منطقة البطن والرأس، وطبعاً نبض الإنسان شيء طبيعي.

النبض يعني سريان الدم في العروق والأوردة وتوزيعها لأجزاء الجسم المختلفة، فكل شخص قلبه ينبض باستمرار والشرايين تنبض باستمرار، وهذا دليل على الحياة والعافية.

ولكن لا نحس بها زيادة الإحساس أو الإحساس بالخفقان، يعني أن هناك قلقا وتوترا نفسيا، توقف عن مراقبة نفسك، وحساب نبضات القلب فهذا شيء طبيعي، وهذا يقودنا إلى أن الكلام عن العلاج استالبرام من الأدوية الفعالة، وهو مضاد ومن فصيلة ssr eyes وهي فصيلة مضادة للاكتئاب والقلق تؤدي إلى زيادة مادة السيرتونين في دماغ الإنسان، وتحسن الاكتئاب والقلق والوسواس.

الجرعة العلاجية تبدأ بنصف حبة يومياً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة التركيز دائماً يكون للحبة 20 مليجراما، وتستمر حبة كاملة بعد الأكل لفترة شهر ونصف إلى شهرين، وإذا زالت الأعراض بعد ذلك يجب عليك الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن 6 شهور، ولكن بعد مرور شهرين إذا تحسنت الأعراض بنسبة معقولة، ولكن لم تختف فيمكنك زيادة الجرعة إلى 30 مليجراما أو حتى إلى 40 مليجراما، والاستمرار بعد ذلك عليها.

الأعراض الجانبية لاستالبرام قليلة، وتتمثل في بعض عسر الهضم، أو آلام في البطن أو غثيان وذلك في الأسبوع الأول أو الأسبوعين الأولين على أكثر تقدير منذ بدأ العلاج، والبداية بجرعة خفيفة والجرعة بسيطة وأخذها بعد الأكل يخفف من هذا الاثر الجانبي بدرجة كبيرة.

الاستالبرام لا يسبب إدماناً على الأطلاق حتى لو استمر تعاطيه لعدة سنوات، ليس من الأدوية التي تسبب الإدمان، بل ليس من الأدوية حتى التي لها أعراض انسحابية، أي بعد التوقف منها لن تكون هناك أعراض انسحابية، ويمكن التوقف عنها فجأة بعد زوال كل الأعراض ولا تترك أعراضا انسحابية.

أما هل الوسواس يعود بعد التوقف أما لا؟ فهذا متروك لمدى استجابتك للعلاج من ناحية، ومن ناحية أخرى فأنا أنصح دائماً بالجمع العلاجي السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي، العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي هو أفضل من العلاج الدوائي وحده، وهو الذي عادة يؤدي إلى عدم ظهور الأعراض مرة أخرى بعد التوقف عن تناول العلاج، إذاً حاول أن تجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، وهذا يسرع بالشفاء -إن شاء الله- ويكون أفضل ويقلل من فرص عودة المرض بعد التوقف من العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق حسام حسن المياحي

    بارك الله فيكم ووفقكم على هذه الاجابه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً