الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت على خير في العمل الصالح وأشعر بفتور، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله عنا كل خير.

إخوتي الكرام، كنت قد وضعت لنفسي ورداً للصلاة على الرسول، والتزمت فيه مدة من الزمن، ولظروف معينة في هذه الأيام تساهلت بالورد قليلاً، ولم أبلغ العدد المعين للصلاة على الرسول.

أضف إلى ذلك أني -حسبي الله ونعم الوكيل- أصاب أحياناً بالوسواس والهموم والخوف، وهذه المرة عندما تجاوزت أزمة الوساوس أحس أن هناك جفوة بقلبي تجاه الرسول، وقسوة لم أعهدها من قبل.

أحبه وأجله وأحترمه، لكن مشاعر الشوق إليه والمحبة له عليه الصلاة والسلام، واتباعه في كل كبيرة وصغيرة من أمور حياتي بدأت تقل!

أنا خائفة وحزينة جداً، ولا أدري كيف أعود لسابق عهدي، من الشوق والمحبة العظيمة لجنابه الكريم، والأنس بالصلاة والسلام عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في موقع الشبكة الإسلامية، ورداً على استشارتك أقول:

إن من أجل العبادات الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهي من أسباب كفاية الهموم وغفران الذنوب، فقد قال عليه الصلاة والسلام لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها قال: (إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك).

الذي أنصحك به ألا تلزمي نفسك بشيء معين، وإنما بحسب الحال والظرف، فإن لكل عمل نشاطاً وفتوراً، يقول عليه الصلاة والسلام: (لكل عمل شرة (همة ونشاط ) ولكل شرة فترة (فتور) فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك).

أنت ولله الحمد لا تزال فترتك إلى سنة، فلا تقلقي كل هذا القلق، فكثرة الهموم والمشاكل والأعمال تصيب الإنسان بشيء من الغفلة، فسددي وقاربي، وأبشري، ولا تعطي نفسك رسائل سلبية، فإن العقل يتبرمج عليها.

نوعي العبادات ما بين استغفار وصلاة وسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر عام وصلاة وتلاوة قرآن، وهلم جراً، وستعودين -بإذن الله- لما كنت عليه وأفضل، فلا تستسلمي للشيطان ووساوسه، بل أكثري من الاستعاذة بالله من شره، فهو يريد أن يثنيك عن ما أنت عليه من الخير.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله تعالى وتوثيق الصلة به مع الإكثار من دعاء (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك).

أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل شر وضير إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً