الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفتقر إلى محبة أهلي واهتمامهم مما جعلني ضعيفة الشخصية، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أن أهلي يقولون لي أنهم لا يحبونني، لكنهم يحنون علي، وتكرر ذلك، لذلك لا أستطيع أن أكلمهم ولا أنظر إليهم، رغم أنني أنفذ كل طلباتهم، وإن طلبت شيئا، الجميع يتدخل في الموضوع حتى الأصغر مني سنا، ويجعلون من طلبي أمرا تافها، وإذا طلبه غيري يتم تنفيذ طلبه، ويقولون أنني أقصد من طلباتي تقليد أختي، حتى في حاجتي للتسوق والمستشفى يرونه تقليدا لأختي، ولا يحترمونني، وينتقدون شكلي وتصرفاتي أمام خالاتي وأخوالي، ويحملونني مسؤولية رعاية الأطفال سواء إخواني أو أبناء أخوالي كلما رغبوا في الخروج، كذلك فإن أبي يقوم بتوصيل إخواني للمدارس، ثم يدعي أنه متعب ولا يوصلني للجامعة مما يفوت علي المحاضرات.

هذه التصرفات جعلتني ضعيفة الشخصية، وفاقدة الثقة في نفسي، ورغم أنني بارة بوالديّ، إلا أنهما يمدحان إخواني في كل تصرفاتهم، ولا أجد ذلك منهما نحوي، لدرجة أنني أشعر بالقصور نحوهما، فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف حيال كل هذه الأمور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يصلح شأنك والذي يمكن أن نشير به يكمن في الآتي :

1- ينبغي أن لا يؤثر فيك هذا الأمر، ولا هذه التصرفات بالحزن أو القلق، بما أنك بارة بوالديك وأنت لم تخطئي في حقهما، ومع الأيام ستزول هذه المعاملة -بإذن الله تعالى-، فعليك بالصبر والدعاء قولي في دعائك " ياحي ياقيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

2- أتمنى أن يكون كل ما قيل عنك من أهلك أو عاملوك به كان مزاحا، ولم يكونوا يقصدون الإساءة، وهذه التصرفات لا يعني أنهم لا يحبونك، ولكن هم بشر وإذا ذكروا لعلهم يصححون من خطئهم.

3- من المعالجة لما تجدين عليك أن تكوني صريحة مع الوالد والوالدة، فهما اللذان يقدران على تصحيح هذا الخطأ، وكلمي كل واحد منهما على انفراد، وبيني لهم الخطأ في المعاملة، ولكن تكلمي معهما بأدب ودون انفعال، وإذا لم يستجيبا كرري النصح عن طريق رسالة، و-بإذن الله- يتغير الحال.

4- فإذا لم يستجب الوالدان للأمر فيمكن أن تكلمي أحب أخوانك أو أخواتك إليك حول هذا الأمر، حتى تكون لهم مساهمة في تغيير ما تجدين من سؤ المعاملة وابشري بخير.

5- ومما ننصحك به التجاهل لكل ما يحدث لك، وكأن شيئا لم يكن، وذلك من أجل أن تعطي نفسك مزيدا من الثقة بالنفس والقدرة على الصبر وتحمل الصعاب، فإذا طلبت طلبا فرفض قولي لهما شكرا لكما، وأحسنتما!! حتى يشعرا بالخجل لماذا الشكر ولم يقدما لك شيئا؟! فلا تردي عليهما تجاهلا، وبهذه الطريقة سيشعران وينتبهان لمطالبك.

وعند تقديم أي طلب ينبغي ألا يكن الطلب بشكل مباشر، بل بأسلوب غير مباشر، مثلا قولي هل ممكن تذهبوا بي إلى الجامعة غالبا سيكون الرد ممكن، ولكن إن رفضوا ألزمي الصمت وابتسمي، وهكذا يكون التجاهل. قال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت : 34].

وفقك الله إلى ما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً