الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس دمرت حياتي رغم صغر عمري، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة بعمر 16 سنة، سأنتقل للصف الثاني الثانوي -بإذن الله-، مشكلتي باختصار شديد أنني أعاني من مشاكل نفسية عديدة، أنا عصبية، وأشعر دائماً بتحقير الذات بدرجة كبيرة شكلا وطبعاً، ولا أصدق أن أي أحد يحبني على وجه الأرض، حتى والداي وصديقاتي، ويدفعني ذلك دائماً إلى الوحدة والجلوس بمفردي.

أفضل النوم كثيراً، أو الجلوس وحدي بغرفتي في المنزل، حتى أنني تقريباً أستيقظ فقط للصلاة وتناول الطعام، وحتى شهيتي للطعام قلت، رغم أنني قمت بتحاليل دم، وتبين أن فحص الدم سليم تماماً، فلا أجد سبباً لذلك.

أشعر كثيراً بضيق في صدري وحزن شديد، ورغبة في التقيؤ، ولا أعلم سبب هذه الأمور، أنا أعاني من التوتر الزائد في كل أمور حياتي، خاصة الدراسة، وكنت أعاني من الوسواس القهري منذ سن 11، وفي 13 تطور وأصبح وسواساً قهرياً في الدين، وتحولت حياتي إلى جحيم، ولكني تحسنت -بفضل الله-، ورغم أنه أحياناً تأتيني بعض الوساوس إلا أنها ليست كالسابق، ولا أعلم أسباب هذه المشاكل، الوساوس والتوتر الزائد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rowaida حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الفكر الوسواسي والنمط الوسواسي يكثر في مرحلة البلوغ وما بعد البلوغ خاصة عند الفتيات، ويكون عابراً في معظم الحالات، أي أنه لا يستمر لفترات طويلة، الوسواس دليل على وجود قلق نفسي، فالخلفية التي يترعرع فيها الوسواس هي خلفية القلق والتوتر، وأنا أعتقد أن شخصيتك أصلاً تحمل هذه السمات، سمات القلق وسمات التوتر، مما جعلك تكونين على هذه الحالة التي وصفتها لنا.

أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تحقري هذا التوتر وهذا القلق، وأن تسعدي نفسك، أنت صغيرة في السن، أمامك -إن شاء الله تعالى- مستقبل رائع، ولا تقبلي المشاعر السلبية، مشاعر القلق والخوف والوسوسة، اطرحي على نفسك أسئلة، لماذا أتوتر؟ لماذا أقلق لهذه الدرجة؟ لماذا لا أحول قلقي وتوتري هذا إلى قلق إيجابي نافع يفيدني في تنظيم وقتي، وفي دراستي، وفي تواصلي الاجتماعي، وهكذا؟ لا تقبلي المشاعر السلبية دون أن تطرحي على نفسك أسئلة تفكك وتزيل هذه الأفكار السلبية الخاصة بالقلق والتوتر.

يجب أن تتجنبي العزلة والإنعزال، الإنسان بطبعه اجتماعي ويجب أن يكون اجتماعياً، والذين لديهم نسيج اجتماعي وتواصل اجتماعي جيد تجدهم دائماً في حالات نفسية طيبة ومستقرة، فأريدك أن تكوني من هؤلاء، أنت مقدمة -إن شاء الله تعالى- على الصف الثاني في المرحلة الثانوية، وهي فترة مهمة جداً، ولديك فرصة عظيمة أن تتواصلي مع صديقاتك الصالحات من البنات وتتفاعلي، وأريدك أن تشاركي في الأنشطة المدرسية غير الأكاديمية، أي نوع من الجمعيات وأي نوع من المجموعات الطلابية الفاعلة والإيجابية، يجب أن تشاركي فيها مثل جمعية القرآن مثلاً، والرسم وشيء من هذا القبيل، لا بد أن يكون لك مشاركات لا بد أن يكون لك تفاعلات إيجابية وهذا هو الذي يزيل القلق.

الرياضة أيضاً يجب أن تلعب دوراً مهماً في حياتك، الرياضة تفجر الطاقات الإيجابية وتزيل الطاقات السلبية، فانخرطي واجتهدي ومارسي والتزمي بأي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، مشاركتك داخل المنزل وحرصك دائماً على بر والديك، هذا فيه خير كثير لك، وكثير جداً، فاحرصي على ذلك.

لا تخافي أبداً من المستقبل، المستقبل -إن شاء الله تعالى- كله خير، وعليك بالتمارين الاسترخائية إسلام ويب لديها استشارة تحت الر قم (2136015) أرجو أن تطلعي عليها، وتطبقي التمارين التي أوردناها فيها هذه التمارين مفيدة، هذه التمارين تؤدي إلى الاسترخاء الداخلي.

أريدك دائماً أن تكوني معبرة عن ذاتك، لا تكتمي، الكتمان -يا بنيتي- يزيد الاحتقان يزيد التوتر.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً