الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أعود للفافرين واللسترال رغم خوفي من أعراضهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 24 سنة، تناولت دواء الفافرين (100 mg في اليوم)، ودواء اللسترال (50 mg في اليوم) لمدة أسبوعين، ثم توقفت عن الدواء الثاني، وخفضت جرعة الفافرين إلى 50 لمدة أسبوع، ثم تركته، وعانيت من بعض الآثار الانسحابية، ثم ذهبت بعد حوالي أسبوعين، ثم بعد حوالي 5 أسابيع عدت لتناول نفس الأدوية، والجرعة لمدة شهر، ولكني عانيت مشاكل في النوم، فخفف لي الطبيب جرعة الفافرين إلى 50، مع استمرار الدواء الثاني بنفس الجرعة، وأوصاني بالاستمرار هكذا لمدة شهرين، ولكني استمررت على هذا لمدة أسبوع، ثم قطعت كلا الدواءين لعدم ذهاب مشكلة القلق في النوم.

الآن لي حوالي 5 أيام، وهذه المرة أنوي ترك الأدوية لاقتناعي التام أن حالتي الوسواسية خفيفة، ولا تستدعي الدواء مقارنة لما يصاحبه من أعراض جانبية كالضعف الجنسي، وعدم القدرة على النوم إلى آخره.

الآن خلال الخمسة الأيام من ترك الأدوية أشعر ببعض الأعراض الانسحابية المختلفة نوعا ما عن المرة الأولى، حيث أشعر بضعف الشخصية، والخجل، والخوف الزائد من رد فعل الناس ونظرتهم لي، وحالة من الأفكار المتداخلة.

سؤالي هنا هل هذه الأعراض الانسحابية ستزول بعد فترة؟ وكم ممكن تستغرق؟ وأفكر الآن أن أرجع للأدوية، لكن بتخفيف كلا الدواءين لنصف الجرعة (25) لمدة أسبوع، ثم أتركها لتحاشي هذه الأعراض الانسحابية، هل تنصحني بذلك؟

رجاء طمئنوني فأنا قلق جدًا من هذه الأعراض الانسحابية، وخائف من عدم زوالها.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البراء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم توضح في استشارتك لماذا في الأصل تناولت الفافرين واللسترال؟ ما هي المشاكل التي كنت تعاني منها هل اكتئابية نفسية؟ هل هي قلق وتوتر؟ أما هي وساوس قهرية؟

أولاً: الفافرين واللسترال يتبعان لنفس الفصيل من الأدوية، فكلاهما من فصيلة SSR EYES يعملان على زيادة مادة السيرتونين في دماغ الإنسان، ولكن يختلفان في الآثار الجانبية، وفي علاج بعض الأشياء، فاللسترال أفضل للاكتئاب والقلق النفسي، والفافرين أفضل للوسواس القهري وأنا شخصياً عادة أميل لإعطاء دواء واحد لمعظم المرضي، ولا أميل لإعطاء أكثر من دواء، أميل لإعطاء دواء واحد، وحتى إذا لم يحدث تحسن فعادة أزيد جرعة هذا الدواء إلى أقصى ما يسمح به، ثم بعد ذلك إذا لم يحصل تحسن بعد الجرعة القصوى يمكن التغيير إلى دواء آخر.

ولا أجمع أو أكتب أكثر من دواء إلا في حدود ضيقة جداً، وعليه أرى أن ترجع إلى دواء واحد تختار الفافرين أو اللسترال حسب ما تحسنت عليه، أو حسب الشكوى الأولية منك، وكلاهما يؤدي إلى أعراض انسحابية بعد التوقف عنه، وإنني أحسب أن الفافرين يفعل ذلك بدرجة أكبر من اللسترال، فإذاً يجب عليك الرجوع إلى واحد من الدواءين بأي جرعة تختارها، وتكون كافية لمعالجة بعض الأعراض التي تعاني منها، ومن ثم التخفيض المتدرج، ربع الجرعة تقريباً كل 3 إلى 5 أيام إلى أسبوع، فالسحب التدريجي يقلل الأعراض الانسحابية بدرجة كبيرة.

والشيء الأخير الذي أحب أن ألفت نظرك إليه أنه عادة الأعراض الانسحابية فعلاً قد تكون مزعجة، وتسبب آلاما للشخص، ولكن إذا صبرت عليها فعادة كلما ابتعدت من الدواء كلما خفت الأعراض الانسحابية حتى تختفي نهائياً.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً