الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بوخزات في الصدر وضيق تنفس.. ما سببها؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 37 عاما، وبدأت مشكلتي منذ حوالي 5 شهور عندما أحسست فجأة بضيق في التنفس، وعدم انتظام لضربات القلب، واحسست وكأن روحي تسحب مني، ووقتها أحسست بالموت، وعندما ذهبت للمستشفى تم عمل رسم قلب، وصورة دم، وجاءت النتائج سليمة.

المشكلة أن هذا الموضوع تكرر أكثر من مرة، وذهبت لدكتور قلب، وقمت بعمل الكثير من التحاليل، وكذلك رسم قلب عادي، وبالمجهود، وكانت النتيجة جيدة، ثم ذهبت لدكتور باطنية، وأخبرني أن عندي ارتجاعا في المريء، وأعطاني أدوية للارتجاع، ثم بالكشف عن الجرثومة اتضح أن عندي جرثومة المعدة، وأخذت كورس العلاج، المشكلة أنه إلى الآن أحس بضيق في الصدر، وضيق في التنفس، وألم في الصدر، كذلك بعض وخزات في القلب، ولا أستطيع النوم جيدًا، فأنا أقوم فجأة من النوم، وأحس أن قلبي قد توقف عن النبض، وكل هذه الاعراض سببت لي حالة نفسية سيئة جدًا، لدرجة أنني أحس أنني أنتظر الموت في كل لحظة، ناهيك عن الاكتئاب المستمر للإحساس الدائم بضيق الصدر، وعدم القدرة على التنفس بارتياح، ومن حين لآخر أحس ببعض الوخزات في الصدر.

عذرًا للإطالة، ولكن هذا الموضوع جعلني في مزاج سيء، ولا أستطيع حتى أن ألهو مع أولادي، أو أركز في العمل لدرجة أنني فكرت في الذهاب إلى طبيب نفسي.

أرجو النصيحة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك تعاني من جملة من أعراض الاكتئاب النفسي: الصعوبة في النوم، انتظار الموت، الاكتئاب المستمر، عدم التركيز في العمل، وعدم اللهو مع الأولاد، يعني فقدان المتعة في الحياة العادية، وهناك طبعًا أعراض للقلق والتوتر النفسي، مثل ضيق التنفس وعدم انتظام ضربات القلب، وعادةً تحدث بعض أعراض القلق والتوتر النفسي مع الاكتئاب، ويقال أن ثلاثين بالمائة من الأشخاص الذين يُصابون بالاكتئاب يُعانون من أعراض قلق وتوتر نفسي، وطبعًا الاكتئاب هو مرض نفسي محض، ولا يظهر في الفحوصات العادية أو بالكشف الطبي؛ لأنه اضطراب نفسي، اضطراب في المزاج، ولذلك – يا أخي - أنصحك بالتوجُّه إلى طبيب نفسي سيقوم -إن شاء الله- بأخذ تاريخ مرضي متكامل عنك، ويقوم بفحص الحالة العقلية، ومن ثم إعطائك العلاج المناسب.

لا تتردد – يا أخي – الاكتئاب النفسي من أكثر الأمراض شيوعًا الآن، ويقال أن عشرة بالمائة من كل مجتمع يُصابون بالاكتئاب النفسي، ويقال أيضًا أنه في العشر السنين القادمة سوف يكون الاكتئاب النفسي هو المرض الثاني بعد أمراض القلب انتشارًا، وهو مرض يمكن العلاج منه بسهولة، وهناك عدة أدوية الآن آمنة وسليمة، وتؤدي إلى علاج هذا المرض، ونسبة كبيرة من الشفاء إن شاء الله، فلا تتردد، وذهابك إلى الطبيب النفسي لا يعني أنك مجنون، فأرجو منك أن تذهب إلى طبيب نفسي في أسرع ما يمكن، -وإن شاء الله- يتم الشفاء على يديه بإذن الله سبحانه وتعالى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً