الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شخص فانتابتني أعراض منها التقيؤ، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم..
شكرا على الرد المفصل لكل سائل، وبارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.

سؤالي يتمثل أنني سابقا تقدم لخطبتي شخص ووافقت، ولكن حصل شيء لي لم يحصل من قبل، هو أني أصبحت أتقيأ ولا شيء يبقى في معدتي، وليست لدي شهية للأكل، وأصبحت لا أقوى على الحركة، وأعصابي متشنجة، ولا أعرف لماذا؟

قد يكون السبب هو عدم رغبتي في ذلك الشخص، ولكني الآن خائفة من تكرار تلك العوارض فيما لو تقدم شخص آخر لخطبتي، فما هو الحل من فضلك؟

كذلك منذ ذلك الوقت أصبحت حين أحزن أو أتشاجر مع أحد أشعر بالرغبة في التقيؤ، وأصبحت إنسانة حساسة جدا وخائفة، وأحسب حسابا لكل شيء، وأستصعب كل شيء، على الرغم من أني لم أكن كذلك من قبل.

فساعدني أرجوك على تخطي مشكلتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ikram حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عندما يكون سبب القيء أو الاستفراغ نفسيا فله دلالة رمزية، أي بداخل الشخص شيء ما يُضايقه ويُسبب له كربًا ويريد أن يتخلص منه، وهنا يكون القيء شيئا رمزيا للتخلص من الضيق النفسي أو الألم النفسي، وواضح أنك كنت – كما ألمحتِ بذلك– لا تريدين الخاطب، ولم تستطيعي التصريح بذلك –على ما أظنّ–، وهذا جعلك تستفرغين، والاستفراغ والقيء هنا دلالة على الرفض، ودلالة على إخراج ما بداخلك من ضيق وألم نفسي.

وطبعًا بعد ذلك ذهب الخاطب الحالي، ولكن بقيت الآثار الثانوية لما حصل، وأصبحت تتخوفين مما هو قادم، أي أصبح عندك نوع من الخوف التوقعي، ونوع من التردد، وهذا جعل القيء وآلام البطن وعدم الشهية يستمر، فكما ذكرتِ أنك إنسانة حسَّاسة، وطبعًا أثَّر هذا على قدرتك في اتخاذ القرار، لأن هذا قد يكون أول مواجهة حقيقية لتواجهك -أي مواجهة الخطوبة- كما ذكرتِ أنك كنت إنسانة مِقدامة.

لازلت طبيعية، وهذه هزَّة نفسية بسيطة –يا ابنتي– وإن شاء الله سوف تتخلصين منها، وترجعين طبيعية.

الزمن هو أهم عامل للنسيان، لا تفقدي ثقتك في نفسك، واعلمي أن هذا الخاطب لو كان فيه خير لك لكان لك، وأنت -إن شاء الله- طبيعية، وكل ما يجب أن تفعليه هو أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية، وإن شاء الله تعالى كل الأمور ستتبدَّل إلى الأحسن، وسترجعين لوضعك الطبيعي، وإن شاء الله سترزقين بزوجٍ صالحٍ تسعدين معه ويسعد معك.

وفقك الله وسدَّد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً