الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيفيدني أن أقوم بتخطيط الدماغ لمراقبة نشاطه أثناء نومي؟

السؤال

السلام عليكم

أتمنى أن يرد على استشارتي أحد أطباء الأعصاب المتخصصين.

أنا شاب أعاني منذ 6 سنوات من وخز وشد للأعصاب والعضلات في حالة واحدة، وهي إن نمت في أي وقت في ساعات النهار، وبعد الاستيقاظ تعتريني موجة من الآلام والشد العصبي، وأحس بتنميل في رجلي ويداي وذراعي ووخز برأسي بدأت هذا الأمر بالأرجل، ثم انتقل لكل أطراف الجسم، ويستمر الألم طوال النهار مثلا لو نمت في الساعة 6 مساء، وصحوت عند السابعة مساءً يستمر من السابعة مساء حتى وقت نومي في الليل فأعاني كثيرًا، وأجد صعوبة في النوم ليلا بسبب استمرار الألم والوخز والشد.

أتناول البروزاك، وطبعًا عملت كل الفحوصات طوال هذه السنين الستة بحكم أن والدي يعمل بمجال المختبرات الطبية، فعمل لي كل الفحوصات مثل السكري وb12، والغدد الدرقية T4 T3 T 4 total، والدم والفوليك اسيد والكلى وفيتامين د، ونسب ترسيب الدم وصور تخطيط أعصاب للرجلين، وكل شيء سليم.

أتمنى أن لا تطلبوا مني أن أعمل فحصا آخر؛ لأني عرضتها على الكثير من الأطباء وطلبوا كل هذه الفحوصات التي كانت طبيعية جميعها باستثناء ب12الذي أتناول إبر كل فترة منه، وأيضًا لا يخف الألم، فليس من المعقول ألم يستمر 6 سنوات بسبب نقص فيتامين، والألم مبرح وشديد جدًا.

أنا أعمل في أحد المصانع وغيرت عملي أكثر من مرة خلال هذه السنين ونفس المشكلة، وطبعا عملت ما يزيد عن أكثر من 25 فحصا لا أتذكرها جميعا، وصور أشعة في أسفل الظهر، وأسفل البطن حتى أني صرت أبكي ويئست من نفسي، ومن الأطباء الذين أحبطوني أكثر.

آخر مرة بعثت باستشارة هنا فشخصوا حالتي على أنها تململ بالساقين، وكتب لي دواء نورنتين لتهدئة العصب وعلاجه، فلم يكن فعالا، وكان التشخيص أصلا خاطئًا مثل كل مرة، فأنا لا أعاني من تململ الساقين؛ لأني حتى لو حركت قدماي وذهبت وتمشيت لا يذهب الألم فهذا الألم الغريب فيه يستمر من وقت الاستيقاظ لو نمت في أي وقت في ساعات النهار، ويستمر الألم والوخز طوال اليوم، يعني حوالي 8 ساعات وأكثر، الأمر الذي لا يحدث لو نمت في الليل نوما طبيعيا.

أنا يا دكتور أنام في النهار؛ لأني أرجع متعبا من عملي، أنام فقط ساعة، وأحيانا أتعب وأنام ساعتين لو رجعت من عملي الشاق حتى أنني أتعب كثيرًا أحيانا، وأعاني أصلا من اكتئاب متوسط وقلق أيضًا.

سؤالي: هل تنفع مثل حالتي أن أعمل صورة تخطيط للدماغ لمراقبة نشاط الدماغ أثناء نومي؟ وماذا يحدث به؟

الأدوية التي كتبها الأطباء ولم تجد نفعًا: مرخيات للعضلات، أدوية لعلاج التهاب الأعصاب، نورنتين، العديد من مسكنات الألم التي لم تنفع ولو 10% بتسكين الآلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد بنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
قد لا تريد أن تسمع أن ما تعاني منه هو تناذر الساق المضطربة restless leg syndrome، وما يجب أن تعلمه أيضا هو أن البروزاك الذي تستعمله قد يكون هو السبب في زيادة الأعراض، وقد يكون هو السبب إن كانت هذه الأعراض غير موجودة قبل استخدامك لهذا الدواء، وظهرت بعد استخدامك لهذا الدواء، أو زادت بعد استخدامك لهذا الدواء.

إن حدوث هذه الأعراض لمدة ست سنوات دون أن تظهر التحاليل والصور أي تغيرات غير طبيعية يعني أن احتمال وجود أي مرض عصبي، أو في العضلات قد تم استبعاده إلى حد كبير، والأعراض التي تشكو منها هي أعراض الساق المضطربة والأعراض في هذا المرض تخف مع عمل مساج للساقين قبل النوم، وهذا أهم شيء يجب عمله، وكذلك وضع الساقين أو الاستحمام بماء ساخن، ويجب مناقشة موضوع البروزاك، مع الطبيب الذي يتابعك من أجل الاكتئاب، وتغيير هذه الدواء إلى أدوية أخرى مثل buproprion.

فهذا الدواء الذي يستخدم كمضاد الاكتئاب لا يؤدي إلى زيادة أعراض الساق المضطربة، وقد يؤدي إلى التخفيف من أعراض الساق المضطربة.

ومن ناحية أخرى فإن كان هناك نقص في الحديد في الدم، فيجب علاجه كخطوه أولى، وتحريك الأطراف والمشي يساعد في كثير من الحالات في تخفيف الأعراض إلا أن الأعراض قد تعود بعد الارتياح من هذه الحركات والمشي إلا أنه يفضل إجراؤها قبل النوم.

هناك أدوية حديثة تم الموافقة عليها لاستخدامها في هذا المرض وهو Pramipexole وهو من الأدوية التي تستخدم لمرض باركنسون parkinson disease إلا أن هذا يجب أن يتم تناوله بإشراف الطبيب، ولكنني أرى أن تناقش أولا موضوع تغيير البروزاك فقد يكون هو السبب.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً